في ضوء الجهود البحثية المستمرة لمواجهة مرض السكري الذي يعد من أكبر التحديات الصحية في العالم تتجه الأنظار نحو الأغذية الطبيعية التي قد تساهم في تنظيم مستويات سكر الدم ويبرز الكاكاو تحديدا كمشروب حظي باهتمام علمي كبير لما يحتويه من مركبات فريدة أظهرت قدرتها على إفادة مرضى السكري.
يحتوي الكاكاو الخام على مركبات طبيعية فعالة تعرف بالفلافانولات وهي نوع من مضادات الأكسدة القوية التي تلعب دورا حيويا في تقليل الإجهاد التأكسدي بالجسم وهو أحد العوامل المرتبطة بتطور مقاومة الإنسولين لدى المرضى.
أوضحت نتائج دراسة علمية أن تناول المشروبات الغنية بالكاكاو أسهم في خفض مقاومة الإنسولين لدى مجموعة من البالغين الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي كما أكد خبراء أن الاستهلاك المنتظم للكاكاو يساعد على تخفيض مستويات سكر الصيام وتحسين المؤشرات الالتهابية المصاحبة لمرض السكري من النوع الثاني.
وتشير الأبحاث إلى أن الفوائد المحتملة للكاكاو تنبع من قدرة مركبات الفلافانولات على تحسين وظيفة البطانة الداخلية للأوعية الدموية وزيادة إنتاج مركب أكسيد النيتريك وهذا بدوره يعزز كفاءة استخدام الخلايا للجلوكوز مما يؤدي إلى تحسين حساسية الجسم للإنسولين بشكل عام.
وقد أظهرت تجارب سريرية أن استهلاك الكاكاو الغني بالفلافانولات قد يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في مؤشر مقاومة الإنسولين HOMA-IR بالإضافة إلى تحسن في مستويات الأنسولين أثناء الصيام.
لكن الأطباء يشددون على نقطة بالغة الأهمية وهي أن هذه الفوائد الصحية مرتبطة حصرا بتناول الكاكاو في صورته الخام أو المحلى بكمية قليلة جدا من السكر ويحذرون من أن الشوكولاتة التجارية المتوفرة بالأسواق والتي تحتوي على نسب عالية من السكريات والدهون المشبعة قد تأتي بنتائج عكسية تماما وتضر بصحة مرضى السكري.
وبالتالي فإن إدراج الكاكاو ضمن النظام الغذائي بالطريقة الصحيحة يمكن أن يكون وسيلة طبيعية مساعدة للمرضى بهدف دعم صحة الأوعية الدموية لديهم وتقليل مقاومة الإنسولين والمساهمة في التحكم بشكل أفضل في مستويات السكر في الدم.
