المعجنات يومياً في اللانش بوكس كارثة صحية ترتكبينها بحق طفلك دون قصد

المعجنات يومياً في اللانش بوكس كارثة صحية ترتكبينها بحق طفلك دون قصد
المعجنات يومياً في اللانش بوكس كارثة صحية ترتكبينها بحق طفلك دون قصد

تحذر خبيرة تغذية علاجية من المخاطر الصحية المترتبة على اعتماد الأمهات على المعجنات كوجبة يومية أساسية في صندوق طعام أطفالهن المدرسي. فهذا الخيار الذي قد يبدو سهلا وسريعا للأم العاملة التي تواجه ضيق الوقت صباحا يخفي وراءه تبعات سلبية تؤثر على نمو الطفل وتركيزه وقدرته على التحصيل الدراسي.

توضح الدكتورة مرام عيسى أن وجبة منتصف اليوم الدراسي تلعب دورا محوريا في تزويد الطفل بالطاقة اللازمة لمواصلة يومه بنشاط وتركيز والمشاركة الفعالة في الأنشطة المدرسية المختلفة. وعندما تستبدل هذه الوجبة بمعجنات مثل الفطائر والكرواسون والبيتزا بشكل مستمر فإن الطفل يحرم من عناصر غذائية أساسية لا غنى عنها لنموه الصحي.

ومن أبرز هذه المخاطر ارتفاع محتوى هذه المعجنات من السعرات الحرارية والدهون المشبعة فهي تصنع غالبا من الدقيق الأبيض والزيوت المهدرجة أو السمن مما يساهم في زيادة وزن الطفل ويرفع احتمالية إصابته بالسمنة على المدى البعيد عند تناولها بشكل يومي. كما أن الساندويتشات الصحية المصنوعة من خبز الحبوب الكاملة مع حشوات مغذية كالجبن أو البيض أو التونة تمنح الجسم البروتين والألياف والفيتامينات الضرورية.

على النقيض تماما تعد المعجنات فقيرة جدا بهذه العناصر الغذائية الأساسية فهي تشعر الطفل بشبع مؤقت وسريع لكنها لا تقدم له المغذيات التي يحتاجها لنموه البدني والعقلي. وتزداد المشكلة تعقيدا حين تحتوي هذه المعجنات على حشوات سكرية مثل الشوكولاتة أو المربى والتي تسبب ارتفاعا حادا ومفاجئا في مستوى سكر الدم يليه هبوط سريع يؤثر سلبا على تركيز الطفل وانتباهه داخل الفصل.

كما أن غياب البروتين والألياف في وجبة الطفل يجعله يشعر بالجوع مرة أخرى بعد فترة قصيرة ويفقد قدرته على التركيز بينما تضمن الوجبات المتوازنة استقرار مستوى الطاقة لديه طوال اليوم وتحسن من ذاكرته وقدرته على الاستيعاب. وبالإضافة إلى ذلك قد تحتوي المعجنات الجاهزة على مواد حافظة ومحسنات طعم صناعية تضر بصحة الجهاز الهضمي على المدى الطويل.

يؤثر الاعتماد اليومي على المعجنات المصنوعة من الدقيق الأبيض سلبا على صحة الجهاز الهضمي حيث إن افتقارها للألياف قد يسبب الإمساك وصعوبة الهضم. كما أن تكرار نفس النوع من الطعام يقلل من تنوع ميكروبيوم الأمعاء وهو ما قد يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة. وقد يؤدي الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالجلوتين إلى زيادة فرص ظهور أعراض عدم التحمل لدى بعض الأطفال.

إن تقديم المعجنات يوميا يرسخ لدى الطفل عادات غذائية سيئة حيث يبدأ بتفضيل الأطعمة السريعة والنشويات على حساب الخيارات الصحية كالخضروات والبروتينات. وهذه العادات قد تستمر معه حتى مراحل متقدمة من عمره مما يزيد من مخاطر إصابته بأمراض مزمنة كالسمنة والسكري وأمراض القلب في المستقبل.

ولتجنب هذه المخاطر ينصح بالتنويع في محتويات صندوق الطعام المدرسي واستخدام خبز الحبوب الكاملة بدلا من الخبز الأبيض لزيادة محتوى الألياف. ومن الضروري إضافة مصدر للبروتين مثل الجبن أو البيض المسلوق أو شرائح الدجاج المشوي مع الخضروات كشرائح الخيار والجزر والطماطم والفواكه الموسمية كالتفاح أو العنب. ويمكن تقديم المعجنات المحضرة منزليا بمكونات صحية كدقيق الشوفان أو القمح الكامل مرة أو مرتين أسبوعيا كحد أقصى مع تشجيع الطفل دائما على شرب الماء بدلا من العصائر المحلاة والمشروبات الغازية.