
يعد العنب فاكهة ذات شهرة عالمية واسعة وهو ليس مجرد فاكهة موسمية ذات مذاق مميز يجذب الكثيرين بل كنز غذائي حقيقي يزخر بالفوائد الصحية المتعددة. وتعود زراعته لآلاف السنين في مختلف أنحاء العالم وهو يتوفر بألوان متنوعة تشمل الأحمر والأخضر والأسود والأصفر والأزرق ولكل لون خصائصه الفريدة.
تتجلى إحدى أبرز فوائد العنب في قدرته على دعم صحة القلب والأوعية الدموية فالعنب الأحمر والأرجواني على وجه الخصوص غني بمركبات الفلافونويد والريسفيراترول التي تسهم بفعالية في خفض مستويات الكوليسترول الضار ورفع الكوليسترول النافع. تعمل هذه المركبات أيضا على حماية الأوعية الدموية من التصلب والالتهابات مما يؤدي إلى تحسين تدفق الدم وتنظيم ضغط الدم وتقليل مخاطر الأمراض القلبية.
يلعب العنب دورا مهما في تعزيز صحة الدماغ والقدرات المعرفية إذ يساعد مركب الريسفيراترول على تحسين وصول الدم إلى الدماغ وهو ما يدعم وظائف الذاكرة والتركيز. وقد يساهم الاستهلاك المنتظم للعنب في إبطاء التدهور المعرفي المصاحب للشيخوخة والوقاية من أمراض مثل الزهايمر والخرف.
لا تقتصر فوائده على الصحة الداخلية فقط بل تمتد لتشمل العناية بالبشرة ومحاربة علامات التقدم في السن. فالعنب مصدر ممتاز لمضادات الأكسدة وفيتامين C اللذين يحفزان إنتاج الكولاجين ويساعدان على تجديد خلايا الجلد. تمنح هذه العناصر البشرة نضارة وإشراقة وتحميها من الأضرار الناجمة عن أشعة الشمس وظهور التجاعيد المبكرة.
يساهم المحتوى العالي من مضادات الأكسدة القوية مثل البوليفينولات والريسفيراترول في الوقاية من السرطان. تقوم هذه المركبات بمحاربة الجذور الحرة التي تسبب تلف الخلايا وتؤدي إلى نمو الأورام وتشير بعض الأبحاث إلى أن تناول العنب أو عصيره قد يقلل من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان منها سرطان القولون والثدي والبروستاتا.
يقدم العنب دعما كبيرا للجهاز الهضمي بفضل محتواه الجيد من الألياف الغذائية التي تحسن عملية الهضم وتنظم حركة الأمعاء وتمنع حدوث الإمساك. كما أن استهلاكه يعزز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء مما يساهم في الحفاظ على صحة القولون والجهاز الهضمي بشكل عام.
يعمل العنب على تقوية جهاز المناعة وزيادة قدرة الجسم على مقاومة العدوى والأمراض. ويعود ذلك لغناه بفيتامين C وفيتامين K بالإضافة إلى معادن أساسية مثل النحاس والمنجنيز وكلها عناصر ضرورية لدعم وظائف المناعة.
من الفوائد المهمة أيضا تحسين صحة العيون حيث يحتوي على مركبي اللوتين والزياكسانثين وهما من مضادات الأكسدة التي تحمي شبكية العين من التلف الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية وتحد من خطر الإصابة بأمراض مثل التنكس البقعي وإعتام عدسة العين مع التقدم في العمر.
يساعد العنب في الحفاظ على ترطيب الجسم نظرا لأن الماء يشكل أكثر من 80% من تكوينه. وهذا يجعله خيارا مثاليا خاصة في الأجواء الحارة كما أنه يدعم وظائف الكلى ويساعد الجسم على التخلص من السموم.
يسهم العنب في تحسين صحة العظام والوقاية من هشاشتها لاحتوائه على معادن حيوية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور والمنجنيز. وتعتبر هذه المعادن ضرورية للحفاظ على كثافة العظام وقوتها خاصة لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
يمكن أن يكون العنب مساعدا في التحكم بالوزن عند تناوله باعتدال فهو فاكهة منخفضة السعرات الحرارية وغنية بالألياف مما يمنح شعورا بالشبع لفترة أطول ويساعد على كبح الشهية. وهذا يجعله وجبة خفيفة صحية ومناسبة ضمن خطط إنقاص الوزن.
للاستمتاع بفوائد العنب بأمان ينصح بغسله جيدا قبل الأكل لإزالة أي بقايا للمبيدات أو الأتربة العالقة به. ومن الأفضل تناوله طازجا للحصول على قيمته الغذائية كاملة ويمكن إضافته إلى السلطات أو استخدامه في تحضير العصائر الطبيعية مع ضرورة الاعتدال في الكمية لاحتوائه على سكريات طبيعية وهو أمر يجب أن ينتبه له مرضى السكري ومن يتبعون أنظمة غذائية منخفضة الكربوهيدرات.