
يعد أزيز الصدر أو الصفير المسموع أثناء عملية التنفس علامة تنذر بوجود مشكلة في الممرات الهوائية حيث إن التنفس الطبيعي عملية صامتة لا يرافقها أي صوت. ويحدث هذا الصوت الحاد أو الخشخشة العميقة نتيجة لتضيق الشعب الهوائية والتهابها مما يجعل عمليتي الشهيق والزفير أكثر صعوبة ويثير القلق لدى الكثيرين.
تتعدد الأسباب الكامنة وراء ظهور أزيز الصدر ويعد الربو والحساسية من أبرزها إلى جانب بعض الأمراض والالتهابات التي تؤدي إلى تراكم المخاط في المسالك التنفسية. ويمكن أن تؤدي المهيجات والمواد المسببة للحساسية المنتشرة في الهواء إلى التهاب الشعب الهوائية الذي يسبب الصفير ومن ضمن هذه المثيرات العفن والغبار ووبر الحيوانات الأليفة بالإضافة إلى الدخان والروائح النفاذة. وينصح بالابتعاد عن هذه المهيجات لتقليل الأعراض أو منعها من التفاقم ويعتبر استخدام جهاز تنقية الهواء في الأماكن المغلقة وسيلة فعالة للحد من التعرض لمسببات الحساسية داخل المنزل.
هناك العديد من الحلول المنزلية التي يمكن اللجوء إليها للتخفيف من حدة أزيز الصدر حيث يمكن أن يساعد استنشاق الهواء الرطب في تهدئة الممرات الهوائية المتهيجة وتفتيت المخاط المتراكم. ويعتبر أخذ حمام دافئ أو دش ساخن وسيلة ممتازة لتحقيق ذلك إذ يعمل البخار المتصاعد على ترطيب وتليين المخاط السميك الذي يعيق مرور الهواء. وبالمثل فإن استخدام جهاز ترطيب الهواء في الغرفة يساهم في علاج مشكلة المخاط وتلطيف المسالك التنفسية الملتهبة خاصة في فصل الشتاء أو البيئات الجافة.
تناول المشروبات الدافئة مثل الشاي يعد أيضا من الطرق الفعالة لمعالجة المشكلة خصوصا عندما يكون سبب الأزيز هو تراكم المخاط نتيجة لنزلات البرد أو حالات مرضية أخرى. فالسوائل الدافئة تعمل على إذابة المخاط وتسهيل خروجه من الممرات الهوائية مما يقلل من صوت الخشخشة الشبيه بالشخير الذي يسمع عند الشهيق والزفير.
يمكن أيضا ممارسة تمارين تنفس معينة للمساعدة على استعادة السيطرة على التنفس واسترخاء الممرات الهوائية المتضيقة. وتعرف إحدى هذه التقنيات بالتنفس بالشفاه المضمومة وتكون فعالة بشكل خاص في حالات الأزيز المرتبط بالربو. وتتم ممارسة هذه الطريقة عبر الاستنشاق ببطء من الأنف لمدة ثانيتين مع إبقاء الفم مغلقا ثم ضم الشفتين وكأنك على وشك إطلاق صفير وإخراج الزفير ببطء شديد لمدة أربع ثوان أو أكثر. هذا التمرين يزيد من الوقت المتاح لخروج الهواء من الرئتين ويساعد على التحكم في عملية التنفس.
في حالات معينة تكون الأدوية ضرورية للتعامل مع الأزيز. فالأشخاص الذين يعانون من الربو يمكنهم استخدام جهاز الاستنشاق أو البخاخ فور بدء الصفير لتوسيع الممرات الهوائية الضيقة. أما إذا كان الأزيز ناجما عن الحساسية فإن مضادات الهيستامين وأدوية الحساسية الأخرى قد تساعد في تقليل الالتهاب. كما أن أدوية البرد التي لا تستلزم وصفة طبية يمكن أن تخفف الاحتقان الذي يسبب الصفير.
على الرغم من أن هذه العلاجات المنزلية قد توفر راحة سريعة في الحالات الخفيفة خلال فترة قصيرة فإن بعض الحالات تستدعي استشارة طبية عاجلة. يجب زيارة الطبيب فورا إذا كان الأزيز مصحوبا بألم أو ضغط في الصدر أو إذا أصبح التنفس صعبا لدرجة تعيق القدرة على التحدث. كما يجب طلب المساعدة الطبية عند ملاحظة صعوبة في التقاط الأنفاس أثناء ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة أو ظهور لون أزرق خفيف على الجلد أو الشفاه أو الأظافر. ولا ينبغي تجاهل الأزيز المزمن أو المتكرر أبدا لأن الالتهاب إذا ترك دون علاج قد يصبح مستمرا ويؤدي إلى تندب دائم في الرئتين لذا من الضروري الخضوع للفحص الطبي لتحديد المشكلة الأساسية.