
تواجه النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض تحديات صحية متعددة تتجاوز الأعراض الشائعة مثل اضطراب الدورة الشهرية أو ظهور حب الشباب حيث تبرز مشكلة تجمع الدهون العنيدة في منطقة البطن كواحدة من أبرز العلامات المقلقة لهذه الحالة والتي لا تقتصر خطورتها على المظهر الخارجي فحسب بل تمتد لتشكل تهديداً صحياً جاداً.
يعود السبب الرئيسي وراء ظهور ما يعرف ببطن تكيس المبايض إلى خلل هرموني معقد يبدأ بمقاومة الجسم للإنسولين. هذه المقاومة تدفع الجسم لإنتاج كميات أكبر من الإنسولين مما يؤدي بدوره إلى تحفيز المبايض على إنتاج مستويات مرتفعة من هرمونات الذكورة المعروفة بالأندروجينات وهذه الزيادة في الأندروجينات هي التي تعيد توجيه عملية تخزين الدهون في الجسم لتركزها بشكل أساسي في منطقة البطن بدلاً من توزيعها على الوركين والفخذين.
يتميز بطن تكيس المبايض بمظهر صلب ومستدير في منتصف الجسم حتى لدى النساء اللواتي يتمتعن بمؤشر كتلة جسم طبيعي. هذا المظهر يعكس تراكم الدهون الحشوية وهي دهون خطيرة تحيط بالأعضاء الداخلية مثل الكبد والبنكرياس. إن وجود هذا النوع من الدهون يزيد الضغط على القلب ويفاقم من مشكلة مقاومة الإنسولين مما يرفع خطر الإصابة بمقدمات السكري والسكري من النوع الثاني بشكل كبير.
يتطلب التعامل مع دهون البطن الناتجة عن تكيس المبايض استراتيجية شاملة تتجاوز الحلول السريعة نظراً لأن المتلازمة تغير من طبيعة الأيض في الجسم. يأتي في مقدمة الحلول تعديل النظام الغذائي عبر تبني حميات منخفضة المؤشر الجلايسيمي مثل حمية البحر الأبيض المتوسط التي تساهم في تقليل الالتهابات وتحسين استجابة الجسم للإنسولين. وتلعب التمارين الرياضية دوراً حيوياً حيث يُنصح بالجمع بين التمارين الهوائية كالمشي لمدة 150 دقيقة أسبوعياً مع جلستين على الأقل من تمارين القوة والمقاومة لزيادة الكتلة العضلية وتحسين عملية الأيض.
إلى جانب الغذاء والرياضة تعد إدارة التوتر عاملاً محورياً لأن التوتر المستمر يرفع من مستويات هرمون الكورتيزول الذي يعزز تخزين الدهون في البطن ويمكن تحقيق ذلك عبر ممارسات مثل التأمل أو الكتابة أو التواصل الاجتماعي. كما أن الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد يتراوح بين سبع وتسع ساعات ليلياً أمر ضروري لأن اضطرابات النوم شائعة مع هذه الحالة وقد تعيق فقدان الوزن وينصح باللجوء للطبيب لفحص انقطاع التنفس أثناء النوم إذا استمر الشعور بالخمول.
في بعض الحالات قد تكون التدخلات الدوائية ضرورية تحت إشراف طبي حيث تساعد أدوية مثل الميتفورمين في تحسين مقاومة الإنسولين وبالتالي المساهمة في إنقاص الوزن وقد تكون الأدوية المضادة للسمنة خياراً مطروحاً للحالات المتقدمة. إن التغلب على هذه المشكلة ليس مجرد محاولة لتحسين المظهر بل هو خطوة أساسية لإدارة الصحة العامة والتحكم في مسار المتلازمة.