
يعد التصلب المتعدد حالة مناعية ذاتية معقدة تهاجم الجهاز العصبي المركزي وتحديدًا الغلاف المحيط بالأعصاب مما يعطل الاتصال بين الدماغ وبقية الجسم. ينتج عن هذا الهجوم طيف واسع من الأعراض التي تختلف حدتها وتأثيرها بشكل كبير من شخص لآخر وتشمل ضعف العضلات ومشاكل الذاكرة والخدر وتغيرات الرؤية.
أحد أبرز المؤشرات المبكرة التي قد تنذر بالمرض هو التهاب العصب البصري الذي يسبب فقدانًا مؤلمًا للرؤية في عين واحدة نتيجة التهاب العصب الرابط بين العين والدماغ. قد يشعر الشخص المصاب بألم خفيف أو حاد يزداد سوءًا عند تحريك العين وقد يصف تجربته البصرية بأنها تشبه النظر من خلال زجاج ملطخ من جهة واحدة. إذا استمر هذا التشوش أو الفقدان المؤلم للرؤية لأكثر من يومين فإنه يتطلب فحصًا طبيًا فوريًا.
قد يعاني البعض أيضًا من شعور غير مألوف بالخدر أو الضعف في الأطراف يشبه إحساس تنميل الذراع أو الساق بعد الجلوس بوضعية خاطئة. لكن الفارق الجوهري في حالة التصلب المتعدد هو أن هذا الإحساس بالوخز أو الخدر لا يزول بعد دقائق بل يستمر لساعات أو حتى أيام بشكل متواصل مما يعكس تأثير المرض على الجهاز العصبي المركزي.
يُعتبر الدوار الشديد والمستمر علامة أخرى تستدعي الانتباه حيث يؤثر المرض أحيانًا على المخيخ أو جذع الدماغ وهما المسؤولان عن التوازن وتنسيق الحركة. الدوار المرتبط بالحالة يكون عادةً أكثر حدة من الدوار العادي ويستمر ليومين على الأقل مما يجعل الشخص يشعر بعدم اتزان وثبات شديدين وقد يجد صعوبة في المشي دون الاستناد إلى شيء.
في حالات أقل شيوعًا قد يظهر الضعف العضلي المرتبط بالمرض على الوجه مسببًا ما يعرف بشلل الوجه حيث تتدلى عضلات أحد جانبي الوجه بشكل مؤقت. ورغم أن هذه العلامة نادرة كعرض أولي للمرض حيث أظهرت إحدى الدراسات أنها حدثت لدى نسبة ضئيلة من المصابين إلا أنها تتطلب اهتمامًا طبيًا عاجلاً لاستبعاد أسباب أخرى محتملة.
تتميز الأعراض الأولية للتصلب المتعدد بخصائص معينة تساعد في تمييزها فهي عادة ما تستمر لأكثر من 24 ساعة وتتطور تدريجيًا على مدار ساعات أو أيام وتزداد في شدتها قبل أن تبدأ بالتحسن. كما تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص غالبًا ما يراجعون الأطباء بمعدل أعلى في الشهور التي تسبق تشخيصهم النهائي بشكاوى قد تبدو غير محددة مثل أحاسيس عضلية هيكلية أو مشاكل في المثانة أو مخاوف نفسية.