
يحذر خبراء الصحة من عادة منتشرة يعتبرها الكثيرون غير مؤذية وهي ترك كوب ماء مكشوف بجانب الفراش خلال الليل. ورغم أن الهدف منها هو إرواء العطش أو تسهيل تناول الأدوية إلا أن هذه الممارسة البسيطة قد تحول الماء النقي إلى مصدر محتمل للمخاطر الصحية بسبب تعرضه لسقوط الملوثات ونمو الكائنات الدقيقة.
يتحول سطح الماء الهادئ في الكوب إلى مصيدة لكل ما يحمله الهواء في غرفة النوم من غبار وجراثيم وجسيمات دقيقة قد لا تكون مرئية بالعين المجردة. ومع مرور الساعات يصبح هذا الماء بيئة مثالية لالتقاط الملوثات المختلفة التي تستقر فيه ما يجعله في صباح اليوم التالي غير آمن للاستهلاك الآدمي.
وقد أشارت دراسات علمية إلى أن ركود الماء حتى لفترات قصيرة داخل المنزل يحفز نمو الميكروبات ويغير من طبيعته الكيميائية. فالمياه الراكدة في درجة حرارة الغرفة تتأثر بعوامل مثل الضوء والحرارة التي تسرع من وتيرة التفاعلات الكيميائية وتوفر ظروفا ملائمة لتكاثر البكتيريا والخمائر بل وقد تجذب الحشرات الصغيرة لوضع بيضها داخل الكوب.
نتيجة لهذه التغيرات الكيميائية والميكروبية التي تحدث طوال ساعات الليل يلاحظ الكثيرون أن طعم الماء يتغير بحلول الصباح. هذا التغير في الطعم ليس مجرد إحساس عابر بل هو مؤشر واضح على أن تركيبة الماء قد تبدلت وأنه أصبح يحتوي على كائنات دقيقة غير مرغوب فيها قد تسبب العدوى عند دخولها الجسم.
لا تقتصر الأضرار على الجهاز الهضمي فحسب بل تمتد لتشكل خطرا على صحة الفم والأسنان. فالبكتيريا التي تنمو في الكوب تنتج سموما يمكن أن تخل بالتوازن الطبيعي للكائنات الدقيقة في الفم وهذا الخلل قد يؤدي مع مرور الوقت إلى تفاقم مشكلات اللثة وتسوس الأسنان.
ويشبه المختصون شرب هذا الماء في الصباح بعملية الشرب من بركة مياه راكدة في الخارج حيث يحتوي كلاهما على كائنات دقيقة وبكتيريا قد تعرض صحة الإنسان لمخاطر غير متوقعة. ولتجنب هذه المشكلات الصحية ينصح الخبراء باستبدال هذه العادة ببدائل أكثر أمانا مثل تغطية كوب الماء أو استخدام زجاجة محكمة الإغلاق للحفاظ على نقاء الماء وحماية الصحة العامة.