
يمثل إهمال شرب كميات كافية من الماء عادة شائعة لدى كثيرين رغم معرفتهم بأهميته القصوى لاستمرار الحياة وسلامة وظائف الجسم الحيوية وهذه العادة التي قد تبدو بسيطة وغير مؤثرة على المدى القصير تفتح الباب أمام مجموعة واسعة من المشكلات الصحية الخطيرة التي تتراكم بصمت مع مرور الوقت.
يؤثر نقص ترطيب الجسم بشكل مباشر على الدماغ والجهاز العصبي حيث يتسبب الجفاف في ضعف ملحوظ بالقدرة على التركيز وتراجع في الذاكرة وكثير من حالات الصداع المتكرر التي يعاني منها الأفراد يمكن أن يكون سببها ببساطة هو عدم شرب الماء الكافي كما يؤثر نقص السوائل سلبا على الحالة المزاجية العامة ويسهم في زيادة مستويات التوتر والقلق.
تتضرر الكلى بشكل كبير نتيجة الإهمال في شرب الماء فهي العضو الأساسي المسؤول عن تنقية الدم وتخليص الجسم من الفضلات والسموم وعندما يقل منسوب المياه تقل كفاءة الكلى في أداء وظيفتها مما يزيد من تركيز الأملاح والمعادن وهذا بدوره يرفع خطر تكون حصوات مؤلمة قد تتطلب تدخلا طبيا بالإضافة إلى زيادة احتمالية الإصابة بالتهابات وعدوى المسالك البولية.
تظهر أولى علامات نقص الماء في الجسم على شكل جفاف بالجلد وتشقق في الشفاه وشعور دائم بالإرهاق والتعب وقد يخطئ البعض في تفسير هذه الأعراض على أنها نتيجة للإجهاد اليومي بينما يكون السبب الحقيقي هو حاجة الجسم الماسة للترطيب ولا يقتصر الخطر على فئة معينة بل يمتد ليشمل الأطفال وكبار السن الذين يعتبرون أكثر عرضة للجفاف لأنهم قد لا يشعرون بالعطش بنفس الدرجة مما يؤثر سلبا على نمو الصغار وصحة المسنين.
ينصح الخبراء بضرورة شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميا لضمان الوقاية من مخاطر الجفاف مع ضرورة زيادة هذه الكمية في الأجواء الحارة أو عند ممارسة الأنشطة البدنية ويمكن تبني عادات بسيطة للمساعدة على ذلك مثل الاحتفاظ بزجاجة ماء في متناول اليد بشكل دائم أو استخدام تطبيقات الهاتف المحمول للتذكير بمواعيد الشرب وكذلك يمكن دعم الجسم بالسوائل عبر إدخال الأطعمة الغنية بالماء ضمن النظام الغذائي اليومي مثل الخيار والبطيخ.