في ظل موجة غلاء الأسعار التي تؤثر على ميزانيات الأسر المصرية والعربية أصبح البحث عن بدائل اقتصادية لتلبية الاحتياجات اليومية أمرا ضروريا. ويأتي الخبز الشامي كأحد أبرز الحلول العملية التي تتيح للسيدات توفير النفقات وضمان تقديم طعام صحي وآمن لأفراد الأسرة بعيدا عن المنتجات الجاهزة.
يعيد إعداد الخبز في المنزل إحياء عادة قديمة كانت تمثل جزءا أصيلا من ثقافة البيوت حيث كانت الأمهات والجدات يعتبرن الخبز المنزلي رمزا للدفء والعناية. ومع التحديات الاقتصادية الحالية تعود هذه العادة لتثبت جدواها كحل يوازن بين الميزانية ويجمع أفراد الأسرة حول مائدة غنية بالنكهة الطيبة والمكونات المضمونة.
لتحضير عشرة أرغفة متوسطة الحجم من العيش الشامي في المنزل تحتاجين إلى مكونات بسيطة ومتوفرة. تتضمن الوصفة أربعة أكواب من الدقيق الأبيض ويمكن خلطه بالدقيق البلدي لرفع قيمته الغذائية بالإضافة إلى ملعقة صغيرة من الملح ومثلها من السكر وملعقة كبيرة من الزيت النباتي وكوب ونصف من الماء الدافئ الذي قد تزيد كميته أو تنقص حسب نوع الدقيق المستخدم فضلا عن ملعقة صغيرة من الخميرة الفورية.
تبدأ خطوات التحضير بخلط المكونات الجافة معا في وعاء عميق حيث يمزج الدقيق مع الملح والسكر والخميرة. بعد ذلك يضاف الزيت ويتم تقليبه جيدا ثم يسكب الماء الدافئ بشكل تدريجي مع البدء في عملية العجن المستمر حتى تتشكل عجينة طرية ولينة لا تلتصق باليد.
تعد مرحلة التخمير خطوة حاسمة لنجاح الوصفة فبعد الانتهاء من العجن تغطى العجينة بقطعة قماش نظيفة وتترك في مكان دافئ لمدة ساعة تقريبا أو حتى يتضاعف حجمها. تضمن هذه الخطوة الحصول على خبز هش وخفيف القوام.
بعد اكتمال التخمير تقسم العجينة إلى كرات ذات حجم متساو ثم تفرد كل كرة على سطح مرشوش بالدقيق باستخدام النشابة لتصبح على شكل دائرة رقيقة. من المهم الحفاظ على سمك متساو للرغيف لضمان انتفاخه بشكل جيد أثناء عملية الخبز.
يمكن خبز العيش الشامي بطريقتين إما على النار مباشرة عبر تسخين مقلاة ثقيلة أو صاج على حرارة عالية ووضع الرغيف عليه حتى يبدأ في الانتفاخ ويأخذ لونا ذهبيا ثم يقلب على الوجه الآخر. والطريقة الثانية تكون في فرن مسخن مسبقا على درجة حرارة 220 مئوية حيث يوضع الرغيف على الرف الساخن لينتفخ سريعا.
لضمان الحصول على أفضل النتائج يجب استخدام ماء دافئ وليس ساخنا أو باردا لتنشيط الخميرة بفاعلية. كما أن تسخين المقلاة أو الفرن جيدا قبل وضع الخبز يعد سببا رئيسيا في انتفاخه. وفي حال لم ينتفخ الرغيف فقد يرجع السبب إلى زيادة سمك العجين أو عدم كفاية درجة الحرارة.
لا تقتصر فوائد صنع الخبز الشامي في المنزل على الجانب الاقتصادي فقط حيث إن تكلفة إعداده لا تتجاوز ثلث سعر شرائه جاهزا بل تمتد لتشمل الجانب الصحي. فالخبز البيتي يضمن خلوه من المواد الحافظة والإضافات الصناعية التي قد توجد في الخبز التجاري مما يمنح الأسرة طعاما آمنا وصحيا. كما يمكن حفظ الأرغفة بعد أن تبرد تماما في كيس بلاستيكي أو تجميدها في الفريزر لاستخدامها لاحقا.
