شهدت أسواق الذهب في مصر اليوم قفزة كبيرة في الأسعار حيث ارتفع سعر الجرام الواحد بقيمة ثلاثين جنيها دفعة واحدة. هذا الصعود الملحوظ دفع سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو الأكثر تداولا وانتشارا في البلاد إلى مستوى 4960 جنيها ليتجاوز سعره مع إضافة المصنعية حاجز الخمسة آلاف جنيه للمرة الأولى منذ فترة.
يأتي هذا الارتفاع المحلي انعكاسا مباشرا لتحركات عنيفة في البورصات العالمية حيث سجلت الأونصة مستويات تاريخية غير مسبوقة قبل أن تتراجع بشكل طفيف في إطار عمليات جني الأرباح والتصحيح السعري بعد موجة الصعود القوية التي شهدتها في التداولات الفورية يوم أمس.
وفي تفاصيل الأسعار بالسوق المصرية سجل جرام الذهب من عيار 24 الأعلى نقاء سعر 5669 جنيها. وبلغ سعر جرام الذهب من عيار 21 مستوى 4960 جنيها بينما وصل سعر جرام عيار 18 إلى 4251 جنيها. أما سعر الجنيه الذهب فقد قفز ليسجل 39680 جنيها.
ويرجع المحللون هذا الصعود القياسي في أسعار المعدن الأصفر عالميا إلى تراجع مؤشر الدولار الأمريكي الذي هبط لأدنى مستوياته خلال شهرين. وتتغذى هذه التوقعات على اعتقاد سائد في الأسواق بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتجه نحو تخفيض أسعار الفائدة في اجتماعاته القادمة خاصة بعد خفض سابق بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع 17 سبتمبر.
ويعتبر هذا التوجه في السياسة النقدية الأمريكية عاملا سلبيا للدولار لكنه في المقابل يمثل دافعا إيجابيا قويا لأسعار الذهب. فالذهب لا يقدم عائدا لحائزيه وانخفاض الفائدة على الأصول الدولارية يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن النفيس مما يزيد من جاذبيته كأداة للتحوط ومخزن للقيمة.
وعلى الرغم من موجة الهبوط الأخيرة للدولار إلا أنه شهد اليوم ارتفاعا طفيفا بنسبة 0.1% بعد وصوله لأدنى مستوى في شهرين يوم الثلاثاء الماضي. وفي سياق متصل لا تزال عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل عشر سنوات تتداول قرب أدنى مستوياتها المسجلة في أكثر من خمسة أشهر.
