
تعتبر الكحة الناشفة من الأعراض المزعجة والشائعة التي تتزايد مع تقلبات الطقس والتعرض للهواء الجاف أو المكيفات. ورغم أنها ليست مرضا خطيرا في حد ذاتها إلا أنها تؤثر على جودة النوم والراحة اليومية ويمكن مواجهتها بفاعلية باستخدام مكونات طبيعية متوفرة في معظم المنازل كخيار آمن وفعال خصوصا في الحالات البسيطة.
يأتي العسل في مقدمة العلاجات المنزلية الفعالة للكحة الجافة بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا وقدرته على تهدئة الحلق ويمكن تناول ملعقة صغيرة منه مباشرة مرتين يوميا أو إضافته إلى كوب من الماء الدافئ أو الحليب لتخفيف حدة السعال الليلي كما أن خلطه بعصير الليمون يعزز المناعة ويرطب الحلق بشكل مضاعف.
من المشروبات المفيدة أيضا شاي الزنجبيل الذي يساهم في توسيع الشعب الهوائية وتخفيف التهيج ويتم تحضيره بغلي شرائح الزنجبيل الطازج في الماء لمدة عشر دقائق ثم شربه دافئا مرتين يوميا مع إمكانية تحليته بالعسل. ويعد مشروب الكركم بالحليب خيارا ممتازا حيث يحتوي الكركم على مادة الكركمين المضادة للالتهابات والتي تهدئ الحلق ويمكن تحضيره بإضافة نصف ملعقة صغيرة من الكركم إلى كوب حليب دافئ وشربه قبل النوم.
لا تقتصر الحلول على المشروبات فقط فالغرغرة بالماء الدافئ والملح تعتبر من أقدم العلاجات وأبسطها حيث تساهم في ترطيب الحلق وتقليل التهيج المسبب للكحة ويتم تحضير المحلول بإذابة نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب ماء دافئ واستخدامه عدة مرات في اليوم. كما أن استنشاق بخار الماء طريقة فعالة لترطيب الشعب الهوائية ويمكن زيادة فعاليتها بإضافة بضع قطرات من زيت النعناع أو الأوكالبتوس إلى الماء المغلي.
تقدم أنواع مختلفة من شاي الأعشاب راحة ملحوظة من السعال الجاف فشاي النعناع الذي يحتوي على المنثول يفتح الممرات الهوائية بينما يساعد شاي البابونج على الاسترخاء وتقليل الالتهاب أما شاي الزعتر فيعرف بخصائصه المهدئة والمضادة للبكتيريا. وتشمل العلاجات الشعبية الأخرى البصل الذي يمكن غلي شرائحه وشرب مائه أو خلط عصيره مع العسل وتناول ملعقة صغيرة منه مرتين يوميا. بالإضافة إلى ذلك يمكن الاستفادة من بذور الكتان عبر غليها في الماء حتى يصبح قوامها هلاميا ثم تصفيتها وإضافة العسل والليمون إليها.
أوضحت الدكتورة تيفني ريفورد استشارية التغذية العلاجية أن معرفة أسباب الكحة الجافة يساعد في اختيار العلاج الأنسب مؤكدة أنها عرض يمكن السيطرة عليه منزليا في أغلب الأحيان. وتشمل أبرز الأسباب التعرض للهواء البارد والجاف والالتهابات التنفسية البسيطة والحساسية الموسمية أو حساسية الغبار فضلا عن التدخين أو ارتجاع المريء أحيانا.
لتعزيز فعالية العلاجات الطبيعية ينصح الخبراء باتباع عادات صحية بسيطة مثل شرب كميات وافرة من الماء للحفاظ على ترطيب الحلق وتجنب المشروبات الباردة التي قد تزيد من التهيج. ومن المفيد أيضا استخدام جهاز ترطيب الهواء في الغرفة خاصة خلال الشتاء أو عند تشغيل التكييف مع ضرورة أخذ قسط كاف من الراحة والنوم لدعم الجهاز المناعي وتجنب التعرض لدخان السجائر.
ومع ذلك تشدد المصادر الطبية على ضرورة استشارة الطبيب في حال استمرت الكحة لأكثر من أسبوعين أو صاحبها أعراض مقلقة مثل ارتفاع درجة الحرارة أو صعوبة التنفس أو ظهور دم مع السعال أو الشعور بألم حاد في الصدر لضمان عدم وجود مشكلة صحية أكثر عمقا.