
أكدت خبيرة العناية بالشعر ساندرا لي أن الاهتمام بالشعر لا يقتصر على أوقات النهار فحسب بل يمتد ليشمل فترة الليل التي تعد مرحلة حيوية لإصلاح وتجديد الخصلات التالفة. فخلال ساعات النوم يدخل الجسم في طور من الراحة والاسترخاء مما يسمح لبصيلات الشعر بامتصاص المغذيات والزيوت الطبيعية بكفاءة أعلى ويمنحها فرصة حقيقية لاستعادة حيويتها.
يواجه الشعر على مدار اليوم العديد من العوامل المجهدة كالتلوث البيئي والتعرض لأشعة الشمس الضارة والتعرق بالإضافة إلى استخدام أدوات التصفيف التي تعتمد على الحرارة. هذه العوامل مجتمعة تؤدي مع مرور الوقت إلى تلف واضح يتمثل في تقصف الأطراف وجفاف فروة الرأس وبهتان الشعر وفقدانه للمعان الطبيعي. من هنا تنبع أهمية الروتين الليلي للعناية بالشعر الذي يعمل على ترطيبه بعمق وتنشيط الدورة الدموية في فروة الرأس مما يساهم في تقوية البصيلات وحمايتها من التساقط ويمنح الشعر مظهرا صحيا وأكثر نعومة عند الاستيقاظ صباحا.
لتحقيق تغذية عميقة للشعر يعد زيت جوز الهند خيارا مثاليا بفضل احتوائه على أحماض دهنية قادرة على اختراق بنية الشعرة وتغذيتها من الداخل. يمكن استخدامه عن طريق تدفئة ملعقتين صغيرتين منه ثم تدليك فروة الرأس به بحركات دائرية لطيفة مع توزيعه على كامل الشعر والتركيز بشكل خاص على الأطراف الجافة ثم تغطية الرأس بغطاء قطني وتركه حتى الصباح. هذه الطريقة تضمن ترطيبا فائقا وتقلل من التقصف بشكل ملحوظ.
وللراغبات في زيادة كثافة الشعر وتقوية بصيلاته يأتي زيت الخروع كحل فعال فهو غني بفيتامين E والأحماض الدهنية التي تحفز نمو الشعر. ولأن قوامه لزج يفضل مزج ملعقة كبيرة منه مع ملعقة صغيرة من زيت الزيتون لتسهيل توزيعه على فروة الرأس وكامل الشعر ثم تغطيته طوال الليل وغسله في الصباح. يعمل هذا المزيج على زيادة سماكة الشعر وتقليل معدل التساقط.
أما زيت اللوز الحلو فيعتبر علاجا مثاليا للشعر الضعيف والهش بفضل غناه بالمعادن الأساسية كالمغنيسيوم والكالسيوم. يمكن وضع بضع قطرات منه على راحة اليد وتوزيعها برفق على الأطراف المتقصفة قبل النوم مباشرة. إذا كانت الكمية المستخدمة قليلة فلا حاجة لغسله في اليوم التالي وهو ما يساعد على تقوية الشعر ومنحه ملمسا ناعما.
يعاني البعض من جفاف فروة الرأس والحكة المزعجة وهنا يأتي دور جل الألوفيرا أو الصبار الذي يحتوي على إنزيمات طبيعية مهدئة ومرطبة. يتم استخراج الجل الطازج من أوراق الصبار ووضعه مباشرة على فروة الرأس مع تدليك خفيف ثم يترك طوال الليل ليتم غسله في الصباح. تساهم هذه الوصفة في تقليل القشرة وتهدئة أي التهاب في الفروة.
يمكن أيضا الاستفادة من مكونات المطبخ البسيطة مثل مزيج العسل وزيت الزيتون الذي يعد مثاليا للشعر الجاف فالعسل مرطب طبيعي فعال وزيت الزيتون يغذي الشعر بعمق. يتم خلط ملعقة كبيرة من العسل مع ملعقة من زيت الزيتون الدافئ وتوزيع المزيج من الجذور حتى الأطراف ثم تغطية الشعر بغطاء حريري للحصول على خصلات أكثر مرونة ونعومة.
ولإصلاح الشعر التالف من الحرارة والصباغة يمكن استخدام خلطة الحليب وزيت جوز الهند فالحليب يمد الشعر بالبروتينات الضرورية لترميمه. يُمزج نصف كوب من الحليب مع ملعقة من زيت جوز الهند ويوضع الخليط على الشعر لمدة نصف ساعة قبل النوم ثم يشطف ويجفف برفق ويمكن ترك أثر بسيط من الزيت على الأطراف أثناء النوم لإعادة الحيوية للشعر.
ولصحة فروة الرأس بشكل عام يمكن استخدام الشاي الأخضر الغني بمضادات الأكسدة المعززة للدورة الدموية. بعد تحضير كوب من الشاي الأخضر وتركه ليبرد تماما يستخدم كغسول أخير لفروة الرأس قبل النوم ويترك عليها دون شطف مما يحفز نمو الشعر ويقلل من ظهور القشرة.
إلى جانب هذه الوصفات هناك عادات يومية بسيطة تعزز صحة الشعر أثناء النوم منها تمشيطه بمشط خشبي ذي أسنان واسعة لتجنب التشابك والتكسر وتجنب ربطه بإحكام لمنع إضعاف البصيلات. كما أن استخدام غطاء وسادة مصنوع من الحرير يقلل من احتكاك الشعر ويحافظ على رطوبته ونعومته مع ضرورة قص الأطراف بانتظام والاعتماد على المكونات الطبيعية بدلا من المواد الكيميائية القاسية.