كشفت أبحاث علمية حديثة عن بديل طبيعي وآمن للمسكنات التقليدية التي يستخدمها الملايين حول العالم لمواجهة الصداع والإرهاق الذهني المتكرر. يكمن هذا الحل في مزيج فريد من مركبين يتواجدان في مشروبات يومية شهيرة مثل القهوة والشاي الأخضر وهما الكافيين وإل-ثيانين اللذان يعملان معًا لتقديم فوائد مزدوجة تتمثل في تخفيف الألم وتحسين الأداء العقلي دون الآثار الجانبية المصاحبة للأدوية.
تشير الدراسات إلى أن سر فعالية هذا المزيج يكمن في التوازن الدقيق بين تأثير كل مركب فالكافيين يعمل كمنبه قوي للجهاز العصبي مما يزيد من مستويات اليقظة وسرعة الاستجابة ويعزز القدرات الذهنية بشكل ملحوظ. في المقابل يعمل إل-ثيانين وهو حمض أميني يتوفر طبيعيًا في أوراق الشاي على تعزيز حالة من الاسترخاء والهدوء الذهني دون التسبب في النعاس أو التأثير سلبًا على دورات النوم الطبيعية.
عند الجمع بينهما ينتج تآزر فريد فالطاقة التي يوفرها الكافيين يتم ترويضها بواسطة التأثير المهدئ لإل-ثيانين مما يمنع التوتر والقلق الذي قد يسببه الكافيين بمفرده. كما يساهم إل-ثيانين في تقليل تغيرات الأوعية الدموية التي غالبًا ما تكون السبب الأساسي وراء نوبات الصداع وهذا التوازن بين التركيز والهدوء يجعله خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يمارسون أنشطة ذهنية مكثفة كالطلاب والموظفين.
وقد دعمت التجارب السريرية هذه النتائج بقوة حيث أظهر المشاركون الذين تناولوا مزيج الكافيين مع إل-ثيانين انخفاضًا واضحًا في شدة الصداع ومستويات الإرهاق مقارنة بالمجموعات التي تناولت الكافيين فقط أو الأدوية الوهمية. ولم تقتصر الفوائد على تخفيف الألم بل امتدت لتشمل تحسين المزاج العام وزيادة القدرة على الانتباه والتركيز على المدى الطويل.
يوصي الباحثون للحصول على أفضل النتائج بتناول جرعات معتدلة تتراوح بين 50 إلى 150 مليجرامًا من الكافيين مع 50 إلى 250 مليجرامًا من إل-ثيانين. ويمكن الحصول على هذه الكميات بسهولة من خلال شرب كوب أو كوبين من القهوة أو الشاي الأخضر يوميًا. كما تتوفر مكملات غذائية تجمع بين المركبين بتركيزات محددة لمن يبحثون عن بديل أكثر دقة.
