يتميز الكرفس بكونه أحد الخضروات الفريدة ذات الفوائد الصحية المتعددة التي تتجاوز شهرته كغذاء منخفض السعرات الحرارية فهو يعد كنزاً غذائياً غنياً بالعناصر الضرورية والماء والألياف مما يجعله إضافة قيمة لأي نظام غذائي صحي وتعتمد قيمته الغذائية بشكل كبير على كيفية استهلاكه إذ يوفر تناوله طازجاً كما هو كمية أكبر من المغذيات مقارنة بتناوله بعد الطهي.
يلعب الكرفس دوراً محورياً في دعم صحة القلب والأوعية الدموية بفضل محتواه المنخفض من الصوديوم مما يجعله خياراً آمناً ومثالياً للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم إذ تحتوي سيقانه على مغذيات دقيقة تساهم في حماية القلب والسيطرة على الضغط ومنها مركب الأبيجينين الذي يقلل من التهاب الأوعية الدموية والمغنيسيوم الذي يساعد في تنظيم إيقاع ضربات القلب بالإضافة إلى مركبات الفثاليدات النباتية التي تحسن تدفق الدم في الشرايين والبوتاسيوم الذي يساعد الكلى على التخلص من الصوديوم الزائد في الجسم.
يحتوي الكرفس أيضاً على مكونات تدعم صحة الدم وتقوي العظام فهو غني بفيتامين ك الذي يعد ضرورياً لعملية تخثر الدم ويساهم في بناء عظام قوية حيث يوفر ما يقارب 30% من القيمة اليومية الموصى بها كما أنه مصدر جيد للفولات وهو أحد فيتامينات ب الذي يساعد في نضج خلايا الدم الحمراء ويلعب دوراً حيوياً في انقسام الخلايا ونموها وتطورها خاصة خلال فترة الحمل.
يمتلك الكرفس خصائص قوية مضادة للالتهاب بفضل احتوائه على مركبات الفلافونويد والمغذيات النباتية والبوليفينولات التي تعمل كمضادات للأكسدة وتشير الدراسات إلى أن هذه المضادات قد تمنع الالتهابات المزمنة التي تسهم في تكوين جلطات الدم والإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين كما أنها تحمي خلايا وأنسجة الجسم من التلف الذي تسببه الجذور الحرة.
على صعيد آخر يساهم تناول الكرفس في الحفاظ على صحة الفم والأسنان فعلى الرغم من أن مضغ الخضروات المقرمشة لا يغني عن استخدام الخيط الطبي إلا أنه يساعد على إزالة بقايا الطعام العالقة بين الأسنان كما أن عملية المضغ نفسها تحفز إنتاج اللعاب الذي يعادل تأثير البكتيريا المسببة للتسوس فضلاً عن احتواء الكرفس على مضادات أكسدة تقلل من التهابات اللثة وفيتاميني أ و ج اللذين يقويان الأسنان ويدعمان سلامة اللثة.
يعد الكرفس مصدراً ممتازاً لترطيب الجسم حيث يشكل الماء نسبة 95% من تكوينه مما يجعله خياراً جيداً لمنع الجفاف خاصة في أشهر الصيف الحارة أو بعد ممارسة التمارين الرياضية وبالإضافة إلى ذلك يدعم الكرفس صحة الجهاز الهضمي فعلى الرغم من أنه ليس مصدراً غنياً بالألياف إلا أن الكمية الصغيرة التي يحتويها مفيدة حيث إن معظمها ألياف غير قابلة للذوبان تساهم في تكوين البراز وتسهيل حركة الأمعاء كما يحتوي على كربوهيدرات معقدة تتخمر في الأمعاء الغليظة مما يعزز صحة بيئة الأمعاء.
يمكن إدماج الكرفس بسهولة في النظام الغذائي اليومي بطرق متعددة فهو يضيف نكهة مميزة للشوربات واليخنات والحشوات المختلفة ويمكن مزجه في العصائر الصحية أو استخدام جذره كبديل للبطاطس عن طريق سلقه أو هرسه كما يشكل إضافة رائعة لصواني الخضار المقدمة مع الصلصات المختلفة ويستخدم أيضاً في أطباق الحبوب والسلطات المتنوعة مثل سلطة الدجاج والتونة والبيض.
