شهد مجمع إرادة للصحة النفسية في الدمام إطلاق مبادرة إرادة خضراء التي تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية وتحسين الأثر الصحي داخل المنشأة والمناطق المحيطة بها، وذلك ضمن جهود المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030 في مجالي البيئة وجودة الحياة. المبادرة تضمنت زراعة 200 شجرة على مساحة تبلغ 2100 متر مربع داخل المجمع الصحي، بمشاركة فعالة من القطاعات المعنية كمساهمة في مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، الهادفتين إلى ترسيخ التنمية المستدامة وتحسين الظروف المعيشية.
وخلال احتفالية افتتاح المبادرة، أكد الدكتور مرجع بن علي اليامي رئيس تشغيل مجمع إرادة للصحة النفسية بالدمام، أن إرادة خضراء تحمل رؤية أوسع من مجرد غرس الأشجار، إذ تشمل خطة متكاملة لتشجير عدة مرافق ما يسهم في توفير أجواء صحية وجمالية للمرضى والعاملين والزوار. كما تم تدشين جناح تعريفي يبرز جهود الجهات الشريكة مثل أمانة المنطقة الشرقية وفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة، اللذين قدما دعماً كبيراً للمبادرة عبر تزويدها بخبراتهم وإمكاناتهم الفنية واللوجستية.
وحضر انطلاق المبادرة عدد من المسؤولين من القطاعات الصحية والبلدية منهم مدير عام الإدارة العامة للحدائق وعمارة البيئة بأمانة الشرقية المهندس سلطان بن صالح الشتيوي، ومدير إدارة الجودة والرقابة المهندس صلاح الرميح ومدير إدارة التشجير المهندس عبدالمحسن البراهيم. كما حضرت ليلى الضامن مديرة إدارة خدمات البيئة بتجمع الشرقية الصحي وعدد من القيادات الصحية والمجتمعية.
المعرض المصاحب للمبادرة وفر حزمة من الأنشطة التوعوية التي تواكب أهداف رؤية المملكة من خلال برامج تعزيز الوعي البيئي واستدامة الموارد الطبيعية، كما أتيحت للزوار فرصة المشاركة في زراعة الشتلات بأنفسهم، ما عمق إحساس المجتمع بالمسؤولية المشتركة تجاه البيئة وحسّن التفاعل مع المبادرات ذات الطابع المستدام.
وأشار الدكتور اليامي إلى أن المبادرة تتكامل مع مشروع أنسنة المنشآت، الهادف لتحويل المرافق الصحية إلى بيئات إنسانية أكثر راحة وملاءمة، مع التركيز على تحسين الأثر النفسي والبصري. وأوضح أن التشجير لا يقتصر على تحسين جودة الهواء وخفض الانبعاثات الضارة، بل ينعكس أيضاً إيجاباً على الصحة النفسية نظراً لدور المساحات الخضراء في تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية.
التفاعل الإيجابي مع المبادرة من قبل المجتمع والجهات الرسمية يجسد النمو المتسارع للاهتمام بالقضايا البيئية في السعودية، ويعكس مستوى التعاون بين القطاعات الصحية والخدمية في تحقيق نتائج ملموسة لجودة الحياة والاستدامة. توزيع الشتلات على الزوار وجه رسالة توعوية بأن حماية البيئة تبدأ من الطفل والأسرة وصولاً إلى المؤسسات، وأن أكبر التحولات تنطلق من خطوات بسيطة.
وترسخ مبادرة إرادة خضراء نموذجاً بارزاً للجمع بين دعم الصحة النفسية وخلق بيئة علاجية مستدامة وملهمة تتناغم مع رؤية المملكة لبناء مجتمع صحي ومتوازن على كافة المستويات. كما تشجع التجربة الجديدة المنشآت الصحية الأخرى في البلاد على استلهام خطوات مماثلة تعزز التكامل بين الصحة العامة والوعي البيئي والانتماء المجتمعي.
