
استمرت المملكة العربية السعودية في استقبال جموع الحجاج القادمين من شتى بقاع العالم وذلك استعداداً لموسم الحج المرتقب، حيث أعلنت المديرية العامة للجوازات أن إجمالي عدد الحجاج الوافدين من خارج المملكة وصل حتى نهاية يوم السبت السادس والعشرين من شهر ذي القعدة لعام 1446هـ إلى 961903 حاج. تنوعت وسائل وصول هؤلاء الضيوف بين المنافذ الجوية والبرية والبحرية، وهو ما يعكس حجم العمل والجهود التنظيمية المُنفّذة لتيسير دخول هذه الأعداد الكبيرة وتقديم خدمات عالية المستوى لضيوف الرحمن.
وأوضحت الجوازات في بيان مفصل أن المنافذ الجوية شهدت القدر الأكبر من حركة القدوم، حيث بلغ عدد القادمون جواً 912598 حاج، في حين بلغ عدد الحجاج القادمين عبر المنافذ البرية 45028 حاج، أما الحجاج الذين وصلوا عن طريق المنافذ البحرية فبلغ عددهم 4277 حاج. وتعكس هذه المؤشرات مدى الاستعداد والتكامل بين الجهات الرسمية لتنظيم عملية استقبال الحجاج القادمين من مختلف أنحاء العالم وسط اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم، مع التأكيد على سرعة ودقة إنهاء الإجراءات المطلوبة.
الجهات المعنية أوضحت أن منصات استقبال الحجاج في جميع المنافذ تم دعمها بالأنظمة التقنية الحديثة التي تتيح إنجاز الإجراءات دون تأخير أو ازدحام، بالإضافة إلى وجود فرق عمل تتحدث بعدة لغات، وهو ما يسهم في تسهيل التواصل وإيصال التعليمات بوضوح لجميع الحجاج، الأمر الذي يجسد صورة إيجابية ترسخ التزام المملكة بتقديم خدمات نوعية للحجاج في جميع مراحل رحلتهم.
واستناداً إلى الأرقام الحالية، يتوقع استمرار تزايد عدد الحجاج خلال الأيام المقبلة مع اقتراب بدء المناسك، لا سيما مع وصول المزيد من الرحلات من مختلف البلدان الإسلامية. وتجري الاستعدادات على نطاق واسع، حيث تحرص الجهات المنظمة على متابعة جميع التفاصيل ورفع مستوى كفاءة الخدمات الصحية والأمنية والتنظيمية.
يمثل موسم الحج في المملكة أحد أكبر الأحداث البشرية السنوية على مستوى العالم، ويعد اختباراً لقدرة الدولة على إدارة الحشود، حيث استعانت خلال السنوات الماضية بتطوير البنية التحتية في المنافذ البرية والبحرية والجوية، مع الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي لتعزيز الأداء وضمان أعلى درجات الانضباط والتنظيم.
ويتجلى الاهتمام بخدمة الحجاج في الجوانب الإنسانية والإدارية، ويركز العاملون في المنافذ على توفير الدعم والإرشاد واستقبال ضيوف الرحمن بروح الترحاب والمساعدة. ومن المتوقع أن تشهد الأيام القليلة القادمة تصاعداً في الحركة وتكثيفاً في المتابعة مع مواصلة العمل لتحقيق موسم حج نموذجي يواكب رؤية المملكة 2030 ويرفع من جودة الخدمات المقدمة للحجاج ويعكس مكانة السعودية مركزاً للعالم الإسلامي.