
أطلقت وزارة الشؤون الإسلامية خدمة الفتوى عن بعد للحجاج بلغات متعددة، في إطار جهودها المستمرة لتسهيل أداء مناسك الحج وتقديم الدعم الشرعي الفوري لجميع الزائرين من أنحاء العالم. الخدمة تعتمد على منظومة اتصالات متطورة تشمل الاتصال المجاني عبر الرقم 8002451000، حيث يتواجد على مدار الأربع والعشرين ساعة فريق كبير من الدعاة والمترجمين المؤهلين، ما يسمح بالرد الدقيق والمباشر على استفسارات الحجاج الشرعية المتعلقة بمختلف تفاصيل الحج والعمرة، ويساعد المقبلين على أداء الفريضة على تجاوز أية مشكلات قد تواجههم خلال مناسكهم.
الطاقم المسؤول عن هذه الخدمة يضم أكثر من 90 داعية ومترجماً من كوادر الوزارة العليا والمتعاونين المختصين من جميع المناطق، ويتمتع بقدرة كبيرة على التواصل بعشر لغات دولية أساسية، بحيث تتاح الخدمة لمعظم الجنسيات القادمة إلى الأراضي المقدسة. ويولي فريق العمل أهمية كبيرة لنقل الفتوى الشرعية بأسلوب مبسط وملائم لاحتياجات المتصلين الثقافية والدينية المتنوعة.
وزير الشؤون الإسلامية الشيخ عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ يتابع شخصياً إطلاق وتطوير هذه الخدمة الجديدة، ترجمة لتوجيهات المملكة وتماشياً مع أهداف رؤية 2030 التي تحث على الاستفادة القصوى من الحلول التقنية في تعزيز نوعية الخدمات الحكومية، خاصة في خدمة ضيوف الرحمن وتسهيل رحلتهم الدينية.
وتتميز الخدمة الجديدة بتقديمها عبر وسائل تقنية متعددة، فلا يقتصر الأمر على الاتصال الهاتفي التقليدي فحسب، بل يمكن للحجاج الاستفادة من الإرشاد الشرعي عبر أجهزة الآيباد وخدمة الاتصال المرئي والرد الآلي الالكتروني، ما يزيد من سرعة الاستجابة ويقلل من وقت الانتظار، خصوصاً في أوقات الذروة التي تزداد فيها الاستفسارات.
هذه الخدمة تعد خطوة رائدة في تحقيق التوجيه الديني العصري، حيث تساعد على مكافحة مظاهر الجهل أو الغلو في أداء الشعائر من خلال توجيه علمي منضبط يعزز معايير الوسطية والاعتدال، وتدعم في الوقت ذاته راحة وطمأنينة ضيوف الرحمن الذين يواجهون صعوبات لغوية أو معرفية، لاسيما الزوار غير الناطقين بالعربية.
مبادرة وزارة الشؤون الإسلامية لاقت صدى إيجابياً كبيراً لدى الحجاج، الذين عبّروا عن ارتياحهم البالغ لفكرة الفتوى الرقمية وسهولة الحصول على الإرشاد اللازم بلغتهم الأم. ويصف الكثير منهم الخدمة بأنها نقلة نوعية عززت تجربتهم في الأماكن المقدسة، ورفعت من مستوى الطمأنينة لديهم في ظل وفرة أدوات التواصل المعرفي والديني.
وفي خلال الأيام الماضية سجلت المنصة الإلكترونية للوزارة آلاف المكالمات والاستفسارات بشكل يومي، ما يعكس الإقبال الكبير ونجاح التجربة، ويشير إلى إمكانية تعميم هذه الخدمة الذكية لتشمل مواسم دينية أخرى، كما يعزز مكانة المملكة كلاعب أساسي في تطوير نماذج متقدمة تدمج بين التكنولوجيا والعمل الديني.
وتركز الوزارة على تطوير خدماتها الدعوية والإرشادية باستمرار، لتشمل الحجاج والمعتمرين وسائر الجمهور طوال العام، سعياً منها لمواكبة التحولات الرقمية وترسيخ جسور المعرفة والثقة بين العلماء والمجتمع الإسلامي المحلي والدولي.