
شهدت مدينة الحجاج بمحافظة خيبر استقبالاً لافتاً لحجاج مصر وفلسطين، حيث وصلت 49 حافلة تقل ضيوف الرحمن إلى المدينة وسط أجواء تسودها المودة والروحانية، في إطار جهود مكثفة تبذلها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد. جرى تنظيم عملية الوصول بفضل استعدادات ميدانية متكاملة وُضعت لخدمة الحجاج القادمين لأداء المناسك هذا العام، بما يعكس عمق الروابط والإخاء بين الشعوب الإسلامية، ويؤكد حرص المملكة على توفير تجربة استثنائية للحجاج منذ لحظة وصولهم.
الاستقبال في مدينة الحجاج تميز بجاهزية الكوادر الميدانية التي قدّمت مختلف أشكال الضيافة والدعم، إلى جانب توزيع مطبوعات توعوية وكتيبات الأدعية لمساعدة الحجاج على أداء مناسكهم بشكل صحيح وميسّر. وتسعى وزارة الشؤون الإسلامية من خلال هذه المبادرة إلى ترسيخ المعرفة الدينية للحجاج، وضمان حصولهم على الإرشادات اللازمة وفق السنة النبوية، بما يمكّنهم من أداء فريضتهم بثقة وهدوء. كما لم تقتصر الخدمات المقدمة على الجانب الديني فقط، بل امتدت لتشمل الترتيبات اللوجستية وتنظيم انتقال الحجاج بين المواقع المختلفة بما يضمن لهم الراحة والأمان.
على صعيد آخر، أعد فرع الوزارة في المدينة المنورة خطة تشغيلية موسعة لتقديم خدمات إرشادية وتنظيمية في عدد من أبرز المساجد التاريخية التي تشهد إقبالاً كثيفاً من الحجاج، مثل مسجد الخندق، مسجد سيد الشهداء، مسجد القبلتين، مسجد الغمامة، ومسجد أبي بكر الصديق ومسجد علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. هذه المواقع ذات الرمزية الدينية تستقبل سنوياً أعداداً كبيرة من الزوار من مختلف الجنسيات.
في تلك المساجد، وفرت الوزارة بيئة آمنة ومتطورة من خلال تقديم الإرشادات الدينية والتنظيمية بلغات متعددة شملت العربية والإنجليزية والتركية والأوردية، وذلك بهدف إزالة أي عوائق لغوية أمام الحجاج وتمكينهم من فهم التعليمات الخاصة بأداء المناسك بسهولة. كما تم تنسيق الجهود مع الجهات الأخرى لتسهيل حركة الحافلات وتنظيم تحركات الحجاج بين نقاط الوصول والمواقع الدينية والتاريخية.
وتعكس هذه المبادرات التزام المملكة بالرؤية الوطنية 2030، حيث تهدف لتحسين خدمات الحج والعمرة، على جميع المستويات خلال رحلة الحاج. تعمل الوزارة على ربط الجوانب الروحية بالخدمات التقنية والتنظيمية، وتسعى أيضاً للاستفادة من التكنولوجيا في رصد ملاحظات الحجاج بشكل فوري وتقييم جودة الخدمات، ما يتيح للفرق الميدانية معالجة أي طارئ بسرعة وفعالية، ضمن منظومة عمل تشاركية بين القطاعات المعنية.
الحضور المكثف لحجاج الدول العربية مثل مصر وفلسطين هذا العام يبرز مرة أخرى المكانة الكبيرة للمملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي والدور الريادي الذي تضطلع به في إدارة شؤون الحج ورعاية الحرمين الشريفين. ويبرز ذلك من خلال الاستقبال الحافل والتنظيم الدقيق الذي يحرص على تحقيق أعلى درجات الراحة والسكينة لضيوف الرحمن، بغض النظر عن اختلاف لغاتهم أو جنسياتهم.
في نهاية المطاف، تواصل المؤسسات السعودية جهودها لضمان أجواء آمنة ومريحة لجميع الحجاج، برؤية تهدف إلى تيسير أداء المناسك والإبقاء على أجواء الطمأنينة والخشوع التي تميز هذه الشعيرة العظيمة، وتجسد أسمى قيم الضيافة والرعاية التي تقدمها المملكة لحجاج بيت الله الحرام سنوياً.