التهاب السحايا عند الأطفال: علامات تحذيرية لا تتجاهلها وكيفية انتقال العدوى بينهم

التهاب السحايا عند الأطفال: علامات تحذيرية لا تتجاهلها وكيفية انتقال العدوى بينهم
التهاب السحايا عند الأطفال: علامات تحذيرية لا تتجاهلها وكيفية انتقال العدوى بينهم

يُصنف التهاب السحايا كحالة طبية طارئة تستدعي تدخلاً علاجياً عاجلاً نظراً لخطورته المحتملة حيث يستهدف الالتهاب الأغشية الرقيقة المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي والمعروفة باسم السحايا كما يؤثر على السائل الدماغي الشوكي الذي يسبح فيه الجهاز العصبي المركزي وتنتج هذه الحالة غالباً عن عدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية.

تتعدد أنواع التهاب السحايا وتصنف بشكل أساسي حسب المسبب للعدوى فالنوع الفيروسي هو الأكثر شيوعاً وتسببه فيروسات مختلفة مثل الفيروسات المعوية وفيروس الهربس والإنفلونزا وعادة ما يشفى تلقائياً دون الحاجة لعلاج محدد أما النوع البكتيري فيعد أخطرها وقد يكون مميتاً إذا لم يعالج سريعاً وهو معدٍ وتسببه بكتيريا مثل المكورات العقدية الرئوية والليستيريا المستوحدة التي قد تنتقل من عدوى قريبة في الأذن أو الجيوب الأنفية إلى مجرى الدم لتصل إلى الدماغ.

يوجد أيضاً التهاب السحايا الفطري وهو نوع نادر يصيب بشكل خاص الأفراد ذوي المناعة المنخفضة وينجم عن استنشاق جراثيم فطرية من التربة الملوثة مثل فطريات المكورات الخفية وهناك أيضاً التهاب السحايا الطفيلي وهو أقل انتشاراً وينتقل عبر طفيليات موجودة في التربة أو بعض الأطعمة غير المطهوة جيداً مثل الأسماك النيئة كما يوجد نوع أميبي نادر جداً ومهدد للحياة يحدث عند السباحة في مياه ملوثة ودخول الأميبا عن طريق الأنف.

توجد كذلك حالات التهاب سحايا غير مُعدية لا تنجم عن كائنات حية بل تكون نتيجة لحالات طبية أخرى مثل أمراض الذئبة أو بعد التعرض لإصابات في الرأس أو الخضوع لجراحات في الدماغ أو بسبب السرطان أو كرد فعل لبعض أنواع الأدوية كما يوجد التهاب السحايا المزمن الذي يتم تشخيصه عند استمرار الأعراض لأكثر من أربعة أسابيع وتتطور أعراضه ببطء.

تتشابه أعراض التهاب السحايا الفيروسي والبكتيري في مراحلها الأولى لكن أعراض النوع البكتيري تكون أكثر حدة وتظهر فجأة وقد تشمل تغيراً في الحالة العقلية وصداعاً حاداً وحمى وقشعريرة وتيبساً في الرقبة وحساسية للضوء وتهيجاً وغثياناً وقيئاً بينما تشمل أعراض النوع الفيروسي الصداع والحمى وتيبس الرقبة والنوبات والنعاس والخمول وفقدان الشهية.

من العلامات المميزة لالتهاب السحايا البكتيري الناتج عن بكتيريا النيسرية السحائية ظهور طفح جلدي على شكل بقع أرجوانية أو حمراء تشبه الكدمات أو علامات الوخز الصغيرة وينتج هذا الطفح عن تلف الشعيرات الدموية وتسرب الدم منها وقد يكون من الصعب رؤيته على البشرة الداكنة لذا ينصح بفحص المناطق الفاتحة من الجلد مثل باطن اليدين.

تختلف الأعراض بشكل ملحوظ لدى الأطفال والرضع ففي الرضع قد تظهر على شكل حمى وتيبس في الجسم والرقبة وبكاء حاد النبرة وصعوبة في الإرضاء أو تهدئة الطفل وسلوكيات غير معتادة وصعوبة في الاستيقاظ أما في الأطفال الأكبر سناً فتكون الأعراض أقرب لتلك التي تظهر على البالغين وتشمل الحمى المفاجئة وآلام الجسم والرقبة والارتباك والتعب والغثيان.

هناك فئات معينة تعتبر أكثر عرضة للإصابة بالتهاب السحايا وتشمل الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بسبب حالات مثل الإيدز أو أمراض المناعة الذاتية أو السرطان وكذلك من يستخدمون أدوية مثبطة للمناعة والعمر أيضاً عامل مهم حيث يعتبر الأطفال دون سن الخامسة والرضع وكبار السن أكثر عرضة للخطر.

تزيد بعض الظروف من احتمالية الإصابة حيث أن الإقامة في أماكن مشتركة ومزدحمة مثل مساكن الطلاب الجامعية والثكنات العسكرية ودور الحضانة تسهل انتشار العدوى كما أن النساء الحوامل والعاملين في مجال التعامل مع الحيوانات معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة ببكتيريا الليستيريا التي قد تسبب التهاب السحايا.