قبل أيام من بدء موسم الحج لهذا العام، تولي الجهات الصحية اهتمامًا كبيرًا بتوعية الحجاج وتقديم النصائح الوقائية حفاظًا على سلامتهم أثناء أداء المناسك. ضمن هذا السياق، أوضح وليد القرني، رئيس تعزيز الصحة في مجمع الملك عبد الله الطبي، أن الالتزام بالتوجيهات الطبية يمثل عاملًا أساسيًا في حماية الحجاج من الأخطار الصحية التي قد تواجههم خلال الرحلة. جاءت هذه التوصيات في لقاء بثته قناة الإخبارية، حيث أشار القرني إلى أهمية البدء بالإجراءات الوقائية منذ الاستعداد للسفر وحتى انتهاء مناسك الحج.
وشدد القرني على ضرورة مراجعة الحاج للطبيب قبل التوجه إلى الأراضي المقدسة، خصوصًا للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، حيث تتيح هذه الخطوة تقييم الحالة الصحية والتأكد من القدرات البدنية على تحمّل الجهد خلال أداء المناسك. كما أكد أهمية الحصول على اللقاحات المطلوبة، وفي مقدمتها لقاح الحمى الشوكية الذي يعد إلزاميًا، بالإضافة إلى لقاح الإنفلونزا الموسمية من أجل تقليل فرص انتقال العدوى داخل أماكن الازدحام.
ووجه القرني الحجاج إلى ضرورة حمل نسخة من تقاريرهم الطبية الخاصة خاصة لمن يتناول علاجاً بشكل منتظم أو يعاني من أمراض تحتاج متابعة دقيقة، مشددًا على أن توفير هذه المعلومات يساعد الطواقم الطبية على التدخل السريع عند حدوث أي طارئ. كما أكد أهمية تجهيز كمية كافية من الأدوية الموصوفة، والتأكد من طريقة حفظها، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة في المشاعر.
وفيما يتعلق بطرق الوقاية من ضربة الشمس والإجهاد الحراري، نصح باستخدام المظلات وتجنب الوقوف تحت أشعة الشمس لفترات طويلة، مع ضرورة شرب الماء والسوائل بكميات كافية للحفاظ على ترطيب الجسم وتفادي الجفاف، وهو ما يحول دون تأثر الحاج بدنيًا أثناء تأدية المناسك.
ومن بين الإرشادات المهمة التي وردت التنبيه إليها، ضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية عبر غسل اليدين أكثر من مرة يوميًا واستخدام المعقمات بشكل منتظم، فضلًا عن الحرص على نظافة الأدوات واللباس. كما أوصى القرني بوضع الكمامة عند التواجد في المواقع المزدحمة، مثل رمي الجمرات والطواف لتقليل احتمالية انتقال الأمراض.
وأفاد القرني بأن الغذاء الآمن يعد شرطًا أساسيًا، إذ نصح بتجنب تناول الطعام المكشوف أو غير المحفوظ بطريقة صحية، لما قد يحمله من مخاطر الإصابة بالتسمم الغذائي، داعيًا الحجاج إلى اختيار وجباتهم من مصادر موثوقة، مع ضرورة الالتزام بنظام غذائي متوازن يتناسب مع مجهود الحج البدني.
وتصب هذه النصائح ضمن خطط متكاملة تنفذها الجهات الصحية في المملكة، بالتعاون مع مؤسسات القطاع الصحي من أجل ضمان حج صحي وآمن للجميع، حيث تستمر وزارة الصحة في تقديم الخدمات الوقائية والاستشارية والبث التوعوي بعدة لغات لضمان وصول الإرشادات لجميع الحجاج.
ومع تزايد المخاطر الصحية حول العالم، خاصةً تلك المرتبطة بالأمراض المعدية والتقلبات المناخية، تسعى المملكة لتطوير برامجها التوعوية بشكل مستمر بهدف رفع الوعي الصحي بين ضيوف الرحمن. تعتمد هذه الجهود على خبرات تراكمت عبر سنوات من العمل الميداني، ما جعل موسم الحج في السعودية مثالًا في إدارة الحشود والتصدي للتحديات الصحية المختلفة.
