
تعتبر البواسير مشكلة صحية واسعة الانتشار تؤثر على حياة الملايين حول العالم حيث يعاني المصابون من تضخم وانتفاخ في الأوردة الموجودة بالمنطقة السفلية من المستقيم وفتحة الشرج وهو ما يسبب إحساسا كبيرا بعدم الراحة وقد يتطور الأمر ليشمل آلاما ونزيفا أثناء عملية الإخراج.
تنشأ هذه الحالة نتيجة لمجموعة من العوامل أبرزها الضغط الشديد أثناء الإخراج بسبب الإمساك المزمن وكذلك الجلوس لفترات زمنية طويلة دون حركة مما يزيد الضغط على أوردة منطقة الحوض. وتلعب زيادة الوزن والسمنة دورا مهما في ظهورها كما أن فترة الحمل لدى النساء تعد من الأسباب الشائعة نظرا لضغط الجنين على الأوعية الدموية بالإضافة إلى أن التقدم في العمر يضعف الأنسجة الداعمة للأوردة ويجعلها أكثر عرضة للتورم.
تنقسم البواسير بشكل رئيسي إلى نوعين يختلفان في موقعهما وأعراضهما. النوع الأول هو البواسير الداخلية التي تتكون داخل المستقيم وعادة لا تكون مؤلمة ولا يمكن رؤيتها لكنها قد تسبب نزيفا ذا لون أحمر فاتح يلاحظه المريض على ورق التواليت. أما النوع الثاني فهو البواسير الخارجية التي تتشكل تحت الجلد حول فتحة الشرج وهذه تكون أكثر إزعاجا حيث تسبب حكة وألما شديدا وقد تتكون بها جلطة دموية تزيد من حدة الألم والتورم.
تبدأ رحلة التعامل مع البواسير عادة بتعديلات بسيطة على نمط الحياة اليومي تشمل زيادة تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة لتسهيل عملية الإخراج وتجنب الإمساك. ويعد شرب كميات كافية من الماء والسوائل ضروريا للحفاظ على ليونة البراز كما أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تحسن الدورة الدموية وتقلل من الضغط على الأوردة. ويمكن اللجوء إلى بعض العلاجات المنزلية مثل حمامات الماء الدافئ للمنطقة المصابة لتخفيف الألم والانزعاج واستخدام كريمات ومراهم موضعية متاحة دون وصفة طبية.
في الحالات التي لا تستجيب للتغييرات في نمط الحياة أو العلاجات المنزلية يصبح التدخل الطبي ضروريا حيث تتوفر إجراءات بسيطة يمكن تنفيذها في عيادة الطبيب مثل الربط بالشريط المطاطي لقطع تدفق الدم عن الباسور أو استخدام حقن خاصة لتصغير حجمه. أما في الحالات المتقدمة والشديدة فقد يكون الحل الجراحي هو الخيار الأنسب لإزالة البواسير بشكل كامل ونهائي.