
أوضحت أخصائية التغذية العلاجية مروة كمال أن المعادن تشكل حجر الزاوية في صحة الإنسان وتلعب أدوارا حيوية لا غنى عنها لضمان عمل أجهزة الجسم بكفاءة وتوازن. وفي ظل الاعتماد المتزايد على الأطعمة المصنعة وأنماط الحياة السريعة أصبح من الضروري تسليط الضوء على أهمية هذه العناصر الغذائية وضرورة الحصول عليها بانتظام من مصادرها الطبيعية لتعزيز جودة الحياة والوقاية من الأمراض.
يعد الكالسيوم المعدن الأكثر وفرة في جسم الإنسان وتتركز وظيفته الأساسية في بناء العظام والأسنان ومنحها الصلابة والقوة اللازمة. يتواجد ما يقرب من تسعة وتسعين بالمئة من الكالسيوم في الهيكل العظمي مما يجعله خط الدفاع الأول ضد هشاشة العظام خاصة مع التقدم في العمر. لكن دوره لا يقتصر على ذلك فالنسبة المتبقية في الدم والأنسجة تؤدي مهام حيوية تشمل تنظيم انقباض العضلات وعلى رأسها عضلة القلب والمساهمة في نقل الإشارات العصبية بين الخلايا. كما يلعب الكالسيوم دورا مهما في عملية تخثر الدم عند الإصابة بالجروح ويساعد في إفراز هرمونات وإنزيمات أساسية. وتعتبر منتجات الألبان كالزبادي والجبن والأسماك كالسردين والسلمون والخضروات الورقية مثل البروكلي واللوز من أهم مصادره مع ضرورة توافر فيتامين د لضمان امتصاصه بفاعلية.
أما المغنيسيوم فيشارك في أكثر من ثلاثمئة تفاعل كيميائي داخل الجسم مما يجعله عنصرا محوريا لإنتاج الطاقة وتحويل الغذاء إلى وقود للخلايا. ويُعرف هذا المعدن بلقب معدن الاسترخاء لقدرته على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل مستويات القلق والتوتر مما يساعد على تحسين جودة النوم. وهو ضروري أيضا لصحة العضلات حيث يمنع التشنجات المتكررة ويدعم صحة القلب عبر تنظيم ضغط الدم والحفاظ على انتظام ضرباته. يعمل المغنيسيوم جنبا إلى جنب مع الكالسيوم لتعزيز كثافة العظام والوقاية من هشاشتها. ويمكن الحصول على المغنيسيوم من مصادر متنوعة تشمل المكسرات كاللوز والكاجو وبذور اليقطين والحبوب الكاملة والسبانخ والشوكولاتة الداكنة.
ويأتي الحديد كأحد أهم المعادن للجسم لكونه المكون الرئيسي لبروتين الهيموغلوبين المسؤول عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى كافة خلايا الجسم. يضمن توفر الحديد بكميات كافية الحفاظ على مستويات الطاقة والنشاط البدني والذهني ويقي من الإصابة بفقر الدم الذي تشمل أعراضه الإرهاق الدائم وشحوب البشرة وضعف التركيز. كما أن للحديد دورا بارزا في دعم جهاز المناعة والمساعدة في إنتاج الخلايا المناعية التي تحارب العدوى ويساهم في عمليات الأيض وتكوين الهرمونات. وتعد اللحوم الحمراء والكبدة والدواجن والأسماك والبقوليات كالعدس والسبانخ من أبرز مصادره الغذائية ويساعد فيتامين سي على تحسين امتصاصه من المصادر النباتية.
ويلعب البوتاسيوم دورا حيويا كإلكتروليت أساسي في تنظيم توازن السوائل داخل الجسم وهو أمر ضروري لعمل الأعصاب والعضلات بشكل سليم. تكمن إحدى أبرز فوائده في قدرته على موازنة تأثير الصوديوم مما يساعد على خفض ضغط الدم المرتفع وتقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب. ويعد البوتاسيوم مهما للرياضيين لأنه يمنع تشنج العضلات ويحسن الأداء البدني كما يشارك في تنظيم مستويات السكر في الدم. يمكن العثور على البوتاسيوم بكثرة في الموز والبطاطس والأفوكادو والسبانخ والطماطم والمشمش المجفف.
على الرغم من أن الجسم يحتاجه بكميات ضئيلة إلا أن الزنك يعتبر معدنا أساسيا لصحة الإنسان ويدخل في عمل مئات الإنزيمات المشاركة في عمليات الهضم والنمو والتئام الجروح. وتتجلى أهم فوائد الزنك في تقوية جهاز المناعة عبر دعم إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تقاوم العدوى مما يقلل من فرص الإصابة بنزلات البرد والالتهابات. كما أنه ضروري لصحة الجلد ويسرع من شفاء الجروح ويدعم النمو والتطور السليم لدى الأطفال والمراهقين. فضلا عن ذلك يسهم الزنك في تحسين الذاكرة والتعلم وتعزيز الخصوبة. وتتضمن مصادره الغذائية اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية كالمحار والبقوليات والمكسرات.