إطلاق الهلال الأحمر حملة إغاثية جديدة لدعم الأسر المتضررة في المناطق المنكوبة

إطلاق الهلال الأحمر حملة إغاثية جديدة لدعم الأسر المتضررة في المناطق المنكوبة

أعلن فرع هيئة الهلال الأحمر السعودي بمنطقة عسير عن انطلاق مبادرة منازل آمنة، التي تستهدف بشكل أساسي تدريب العمالة المنزلية على أساسيات الإسعافات الأولية والإنقاذ السريع، بهدف تعزيز حماية الأسر وتطوير مستوى الأمان داخل المنازل في جميع أنحاء المملكة. تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد تزايد الحوادث المنزلية، حيث ترى الهيئة أن القدرة على الاستجابة السريعة للحالات الطارئة تسهم في إنقاذ الأرواح وتقليل تبعات الإصابات قبل وصول فرق الإسعاف.

البرنامج التدريبي في المبادرة يركز على تعليم المشاركين الإنعاش القلبي الرئوي وكيفية استخدام أجهزة الصدمات الكهربائية والتعامل مع حالات الغصة والنزيف، إلى جانب سيناريوهات الطوارئ المتكررة كالسقوط والحروق والاختناق. يسعى الهلال الأحمر من خلال ذلك إلى جعل العمالة المنزلية خط الدفاع الأول في التعامل مع أي طارئ منزلي، من خلال تعزيز المهارات الحياتية التي تساعدهم على التصرف بشكل سليم في اللحظات الحرجة.

كما أوضح مدير عام فرع الهلال الأحمر بعسير محمد الشهري، المبادرة تعتبر جزءا من جهود الهيئة الاستراتيجية لرفع مستوى السلامة العامة وتوسيع نطاق التثقيف الصحي المجتمعي. وأشار الشهري إلى أن الدورات التدريبية ستقدم باللغتين العربية والإنجليزية، لضمان وصول المعلومات لجميع شرائح العمالة المنزلية من مختلف الجنسيات، بما يعزز من فعالية المبادرة وانتشار أثرها.

تشمل المبادرة أيضا بعدا توعويا واضحا يهدف إلى رفع الوعي العام بأهمية الإسعافات الأولية، ليس فقط بين العاملات والعمال، بل ليشمل جميع أفراد الأسرة. هذا الاتجاه يسهم في ترسيخ ثقافة صحية بالمجتمع السعودي ويجعل من المنزل بيئة أكثر أمانا وقدرة على مواجهة حوادث غير متوقعة، إذ غالبا ما تكون سرعة التعامل عاملا فارقا في تفادي المضاعفات.

دعا الشهري أصحاب العمل إلى المبادرة بتسجيل من يعمل لديهم في الدورات المجانية الخاصة بالمبادرة، مؤكدا أن دور الأسرة ينبغي أن يمتد إلى إشراك العاملين بالمنزل في برامج الحماية والرعاية الصحية، خاصة مع ازدياد الحاجة إلى التوعية والوقاية من الحوادث المنزلية التي يمكن تقليل آثارها عند اكتساب المهارات الأساسية في الإسعاف.

المبادرة تعد أيضا نموذجا لتفعيل الشراكة المجتمعية بين الهيئات الحكومية والقطاع الخاص، حيث من المنتظر التعاون مع مراكز التدريب والمؤسسات المجتمعية لتوسيع نطاق البرنامج. ويفتح هذا التحرك المجال أمام تنفيذ مشاريع مماثلة في المستقبل يمكن أن تشمل شرائح أخرى كالسائقين والمربيات وموظفي الحراسة ضمن نهج متكامل لتعزيز السلامة داخل المجتمع.

يرى متابعون أن النجاح المنتظر للمبادرة لا يتعلق فقط بتقديم المعرفة والمهارات، بل يحمل في طياته تغييرا جوهريا في مفهوم الوقاية والمسؤولية داخل الأسرة السعودية، بحيث يصبح جميع قاطني المنزل عناصر مساهمة في التعامل مع الأزمات والحوادث اليومية.

خطوة الهلال الأحمر تأتي متوافقة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، خاصة في ما يتعلق بمحور جودة الحياة وتنمية الوعي الصحي لدى المجتمع. ومن المتوقع أن تشهد مناطق أخرى في المملكة إطلاق برامج مشابهة، لينتشر مفهوم السلامة المنزلية على نطاق أوسع ويصبح جزءا فعليا من الممارسات اليومية.