شهدت منطقة مكة المكرمة انطلاق مبادرات تقني العطاء التطوعية لخدمة حجاج موسم 1446 هـ، حيث أطلق المهندس حسين بن علي البحيري المدير العام للتدريب التقني والمهني هذه المبادرات التي تستهدف تطوير كفاءات المتدربين والمتدربات ورفع مستوى جاهزيتهم للمشاركة في برامج تطوعية تقنية ومهنية متخصصة خلال موسم الحج، بالتنسيق مع عدد من الجهات المعنية. تركز هذه الجهود على تعزيز المهارات التقنية وتسخيرها لخدمة ضيوف الرحمن، مع الحرص على إتاحة الفرصة للطلاب والطالبات للمساهمة الوطنية في هذا الموسم الاستثنائي.
تضم مبادرات تقني العطاء عدة برامج وجوانب رئيسية، في مقدمتها برنامج عون التقني الذي يأتي بالشراكة مع الهيئة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ويشمل تقديم الإرشاد وخدمات مساندة لفئة كبار السن وذوي الإعاقة والبحث عن المفقودين، بالتعاون مع النقابة العامة للسيارات. بالإضافة إلى ذلك، تسعى المبادرة إلى نشر التوعية بين الحجاج من خلال المواد التثقيفية التي تعرض عبر شاشات باصات نقل الحجاج، بهدف تعزيز وعيهم بالإجراءات والتنظيمات المعتمدة من وزارة الحج.
من ضمن المبادرات أيضاً برنامج طوارئ الصيانة الذي يركّز على تقديم خدمات دعم فني وصيانة للسيارات والحافلات التي قد تتعطل على الطرق الدائرية الثالث والرابع المؤدية إلى المسجد الحرام، سعياً لضمان انسيابية تنقل الحجاج والحفاظ على أمنهم وسلامتهم. كما تشمل الأمور التقنية برنامج آمن، الذي ينفذ بالتعاون مع الدفاع المدني، ويعزز من دعم دوريات السلامة للتأكد من امتثال المساكن والمخيمات لإجراءات الأمان، وتوعية الحجاج الوافدين عبر قطار الحرمين بأهم الاشتراطات التي تضمن سلامتهم طوال فترة تواجدهم.
أوضح المشرف على المبادرات المهندس ياسين عيسى أن تلك البرامج التطوعية تستند إلى خطة عمل متكاملة تجمع بين جهود الفنيين والمتدربين بتوجيه من مدربيهم، مع التركيز على تحقيق أثر فعلي ونوعي يتجاوز العمل الميداني ليشمل ابتكار الحلول التقنية وتطبيقها، بما يسهم في تقديم تجربة أكثر سهولة وأمناً لحجاج بيت الله الحرام.
أشار المهندس البحيري إلى أهمية هذه التجربة في تنمية روح العمل التطوعي لدى الشباب والشابات من خلال استثمار خبراتهم وقدراتهم العملية، باعتبارها نموذجاً وطنياً في خدمة الحجاج والارتقاء بالعمل المجتمعي في مواسم الحج.
