
مع قدوم فصل الخريف تتزين الأسواق بمجموعة فريدة من الفواكه الموسمية التي لا تقتصر قيمتها على مذاقها الشهي فحسب بل تمتد لتشمل فوائد صحية لا حصر لها. هذه الثمار مثل الجوافة والرمان والتفاح والكمثرى تعد بمثابة درع طبيعي للجسم لدعم مناعته وتزويده بالعناصر الغذائية الضرورية لمواجهة تقلبات الطقس بين الصيف والشتاء. وأوضحت أخصائية التغذية العلاجية مروة كمال أن الانتظام في تناول هذه الفواكه الموسمية يمثل استراتيجية وقائية طبيعية لتعزيز الصحة العامة وحماية الجسم من الأمراض.
تتصدر الجوافة قائمة الفواكه الخريفية بفوائدها المذهلة حيث تعد من أغنى المصادر الطبيعية بفيتامين سي بنسبة تتجاوز ما يقدمه البرتقال. هذا المحتوى العالي من فيتامين سي يجعلها سلاحا فعالا لتقوية جهاز المناعة وزيادة قدرة الجسم على محاربة العدوى الفيروسية والبكتيرية وخصوصا نزلات البرد الشائعة في هذا الفصل. كما تلعب الجوافة دورا محوريا في دعم الجهاز الهضمي بفضل أليافها الغذائية التي تنظم حركة الأمعاء وتقي من الإمساك. ولا تقتصر مزاياها على ذلك بل تمتد لتعزيز صحة القلب عبر محتواها من البوتاسيوم الذي يساعد على تنظيم ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. وتساهم مضادات الأكسدة مثل الليكوبين في حماية البشرة من علامات الشيخوخة المبكرة بينما يدعم فيتامين أ الموجود بها صحة العيون ويقوي النظر. وبفضل سعراتها الحرارية المنخفضة وأليافها المشبعة تعد الجوافة خيارا مثاليا للراغبين في إنقاص الوزن.
ويأتي الرمان كجوهرة الفواكه الخريفية لما يزخر به من مركبات غذائية فريدة. فهو يحتوي على تركيزات عالية من مضادات الأكسدة القوية كالأنثوسيانين والبوليفينولات التي تكافح الجذور الحرة المسؤولة عن تلف خلايا الجسم وبالتالي تساهم في تأخير الشيخوخة وتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان. ويعرف الرمان بدوره كصديق للقلب حيث يعمل على خفض مستويات الكوليسترول الضار ويدعم صحة الشرايين ويحافظ على تدفق الدم بشكل سليم مما يقي من أمراض القلب والأوعية الدموية. كما أن أليافه الطبيعية تعزز عملية الهضم وتدعم صحة القولون. بالإضافة إلى ذلك فإن الرمان غني بفيتامين سي والحديد والبوتاسيوم وهي عناصر تعزز مناعة الجسم وتقاوم العدوى. وتمتد فوائده لتشمل الجانب الجمالي حيث تساهم خصائصه في ترطيب البشرة وتقوية بصيلات الشعر.
أما التفاح البلدي فيظل فاكهة أساسية في هذا الموسم ويعتبر غذاء متكاملا للصحة. يساهم محتواه العالي من الألياف والماء في زيادة الإحساس بالشبع لفترات طويلة مما يجعله وجبة خفيفة مثالية للتحكم في الوزن. ورغم حلاوة مذاقه إلا أن مؤشره الجلايسيمي المنخفض يجعله خيارا آمنا لمرضى السكري حيث يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم. ويعمل التفاح على تعزيز صحة الجهاز الهضمي لاحتوائه على البكتين وهو نوع من الألياف يغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء. كما أن مضادات الأكسدة مثل الفلافونويدات الموجودة فيه تحمي القلب وتساعد على خفض الكوليسترول. ويقوي التفاح مناعة الجسم بفضل فيتامين سي ويساهم تناوله في تنظيف الأسنان بشكل طبيعي وتحفيز اللعاب الذي يقلل نمو البكتيريا الضارة.
تعتبر الكمثرى من الفواكه الخريفية اللذيذة والغنية بالفوائد الصحية وهي محببة للجميع بفضل قوامها الطري. تتميز بقدرتها الفائقة على دعم الجهاز الهضمي لاحتوائها على الألياف القابلة للذوبان كالبكتين الذي يحسن حركة الأمعاء ويقي من الإمساك. وتلعب مضادات الأكسدة فيها مثل الفلافونويد دورا هاما في حماية القلب والأوعية الدموية من خلال المساعدة على خفض مستويات الكوليسترول الضار. كما تعد الكمثرى خيارا جيدا لتنظيم سكر الدم لأنها لا تسبب ارتفاعا مفاجئا في الجلوكوز. وهي مصدر جيد لفيتامين سي الذي يقوي المناعة ويحارب الالتهابات بالإضافة إلى دورها في تحسين صحة الجلد والحفاظ على نضارته بفضل محتواها من الماء والفيتامينات والمعادن.