
لم يسلم حتى أساطير كرة القدم الذين صنعوا التاريخ من قسوة المدرجات وتحول الإعجاب إلى استياء فقد واجه ليونيل ميسي نفسه صافرات الاستهجان من جماهير باريس سان جيرمان عام 2023 خلال مواجهة ليون حيث كانت كل لمسة منه للكرة تقابل بصوت يعبر عن خيبة الأمل.
هذه الظاهرة ليست بجديدة ففي عام 2015 وجد النجم التاريخي كريستيانو رونالدو نفسه في موقف مشابه حين انطلقت ضده صافرات الاستهجان من أعماق ملعب سانتياغو برنابيو معقل ريال مدريد بعد تسديدة طائشة في مباراة بالدوري الإسباني أمام ألميريا في موجة استياء لم تكن متوقعة ضد رجل أسطوري.
ولم يكن رونالدو وحده في ريال مدريد الذي عانى من هذا الأمر فقد تعرض زميله الجناح الويلزي السريع جاريث بيل لصافرات الجماهير مرات عديدة حتى اعترف بنفسه في مقابلة عام 2020 أن تلك الأصوات كانت بمثابة جرح لم يندمل وشكلت السبب الرئيسي في رحيله معارًا إلى توتنهام ثم رفضه تجديد عقده عام 2022 لأنه شعر بأنه غريب في بيته.
وفي إسبانيا أيضًا تحول الفرنسي عثمان ديمبيلي إلى عدو لجماهير برشلونة بعد رفضه تجديد عقده مطلع عام 2022 فاللاعب الذي كلف النادي 135 مليون يورو وجد نفسه مستهدفًا بوابل من الصافرات في ملعب كامب نو كلما لمس الكرة خلال مباراة الدوري الأوروبي ضد نابولي وكأن الجمهور يرى في قراره خيانة للنادي.
ولا تقتصر هذه الظاهرة على الملاعب الأوروبية ففي دوري أبطال آسيا للنخبة الموسم الماضي واجه المدافع علي البليهي عاصفة من الصافرات عندما دخل بديلًا للبرتغالي روبن نيفيش خلال مباراة الهلال وبرسبوليس الإيراني ولم يكن الهجوم موجهًا لشخصه بقدر ما كان حكمًا من المدرجات التي كانت تقول أنت لست نيفيش.
ويبدو أن المدافع عبدالإله العمري يعيش تجربة مماثلة حاليًا فرغم الأجواء المثالية والانتصارات المتتالية لفريقه وتصدره دوري روشن إلا أن اللاعب يبدو معزولًا وهادئًا بعيدًا عن احتفالات زملائه بالأهداف وكأنه يقاوم شعورًا داخليًا بالرفض خاصة بعد عودته إلى ناديه عقب إغلاق باب استمراره مع الاتحاد الذي لعب له معارًا لموسم واحد.