
كشف عدّاؤون محترفون عن الأسرار التي تمكنهم من خوض سباقات الماراثون الشاقة التي تتجاوز مسافاتها خمسين كيلومترا حيث تبدو قدرتهم على التحمل أشبه بقوة خارقة لكنها في الحقيقة نتاج مزيج من العزيمة والشغف والتحدي المستمر للوصول إلى أفضل أداء ممكن.
إن التغذية الذكية تمثل حجر الزاوية في قدرة العدائين على التحمل والاستمرار خلال السباقات الطويلة والتدريبات القاسية فهي المفتاح الذي يزود أجسادهم بالطاقة اللازمة. وتوضح العداءة جوديث ويدر أنها تتبع نظاما دقيقا حيث تستهلك ما بين 80 إلى 120 سعرة حرارية كل ساعة للحفاظ على مستويات الطاقة وتكافئ نفسها بعد الجهد الكبير بمشروبات بروتينية لتعافي العضلات أو بوجباتها المفضلة مثل خبز الموز مع زبدة الفول السوداني وفي بعض الأحيان تسمح لنفسها بتناول المثلجات كمكافأة تحفيزية.
إلى جانب الوقود الجسدي يأتي التخطيط الاستراتيجي والنظر إلى الصورة الكبرى كعامل حاسم يمنح العدائين القوة لتجاوز الألم اللحظي. وتقول العداءة النرويجية سيلفيا نوردسكر إنها تركز دائما على الجوانب التي يمكنها التحكم بها مثل وتيرة الجري والتقنية المتبعة وخطة التغذية حيث تضع خطة مفصلة لكل سباق وتلتزم بها وتضيف إيستر تشيلاج أن الفشل في تمرين واحد لا يمثل نهاية المطاف فالنجاح الحقيقي هو نتيجة للتكرار والمثابرة والإصرار على المدى الطويل.
تعتبر الصلابة الذهنية موازية تماما للقوة البدنية ولا تقل عنها أهمية فالاستعداد العقلي يلعب دورا محوريا في يوم السباق. وتؤكد العداءة العالمية إيستر تشيلاج على أهمية التدريب الذهني حيث تعمل بشكل وثيق مع مدرب ذهني متخصص لضمان جاهزيتها النفسية وهي تعتبر التدريبات بمثابة تحضير شامل للسباقات وترى أنه من الجيد وجود شخص تثق به وتشاركه كل الأفكار والمخاوف التي تدور في ذهنها حول الجري والأداء.
يستخدم العداؤون الامتنان كقوة خارقة تساعدهم على تجاوز أصعب اللحظات فبدلا من التركيز على الشعور بالتعب والإرهاق يعيدون توجيه انتباههم نحو الشعور بالامتنان لقدرتهم على ممارسة الرياضة والمنافسة. وتقول نوردسكر إن الحفاظ على عقلية إيجابية يذكرها دائما بأنها محظوظة لممارسة ما تحب بينما تؤكد جوديث ويدر أن مشاعر التقدير والامتنان هي التي تساندها في أصعب أوقات السباق وتمنحها دافعا للاستمرار.
على الرغم من قسوة التدريب والانضباط الشديد الذي يفرضه هذا النوع من الرياضة فإن الدعم العائلي يظل مصدرا أساسيا للتوازن النفسي والدعم المعنوي. وأكد جميع العدائين الذين تمت مقابلتهم على أهمية هذا الجانب حيث تقول ويدر إن قضاء الوقت مع أطفالها بعد التمارين الشاقة يساعدها على استعادة توازنها وثقتها بنفسها وبمنهجها التدريبي مما يثبت أن الإنجازات الكبرى لا تتحقق بالتدريب البدني فقط بل بتكامل الدعم الأسري والتخطيط الاستراتيجي والقوة الذهنية.