قررت حكومة البوسنة والهرسك السماح للمواطنين السعوديين بدخول أراضيها دون الحاجة للحصول على تأشيرة مسبقة، وذلك خلال موسم الصيف المقبل ابتداءً من بداية شهر يونيو وحتى نهاية سبتمبر. هذه الخطوة تهدف إلى تيسير حركة المسافرين من المملكة وتشجيع الزيارات السياحية، بالإضافة إلى دعم الاستثمارات الأجنبية وتعزيز التبادل الاقتصادي والثقافي بين البلدين. وتأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المستمرة لتعزيز العلاقات الثنائية وتلبية الطلب المتزايد على السياحة لدى السعوديين الراغبين في استكشاف وجهات سياحية جديدة.
وتشير تصريحات وزارة الخارجية البوسنية إلى أن قرار الإعفاء جاء بعد دراسة متعمقة للفوائد المتوقعة من تسهيل دخول السعوديين، خاصة مع اهتمام الدولة بجذب السياح من منطقة الخليج لما في ذلك من تأثير ملحوظ على الاقتصاد الوطني. الحكومة البوسنية تُولي أهمية كبيرة لدعم الأنشطة السياحية باعتبارها أحد المحركات الرئيسة للنمو، سعياً وراء ملء الفنادق والاستفادة من الموسم السياحي الذي يتسم بتنوع الفعاليات والمهرجانات.
وترى السلطات البوسنية أن إلغاء التأشيرة للسياح السعوديين سيوفر ظروفاً مواتية لزيادة حجم الاستثمارات الأجنبية، خصوصاً في قطاعات السياحة والخدمات، وتعزيز بناء مرافق جديدة ترفع من تنافسية البلاد أمام الوجهات الإقليمية والدولية. وتعد هذه الخطوة جزءاً من رؤية شاملة ترمي إلى تنمية الاقتصاد الوطني وتنويع الإيرادات، تماشياً مع التوجهات العالمية نحو تسهيل إجراءات السفر وتشجيع سياحة مستدامة تراعي الجوانب البيئية والثقافية.
المملكة العربية السعودية تنظر إلى القرار بوصفه فرصة لتعزيز حجم سفر مواطنيها وتوسيع دائرة الوجهات المتاحة لهم دون عناء الإجراءات الروتينية. الإعفاء المتوقع أن يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في أعداد السياح القادمين من المملكة، مع ازدياد اهتمام السعوديين بالوجهات السياحية التي تقدم طبيعة ساحرة وتاريخاً عريقاً. كما أن العلاقات الوثيقة بين السعودية والبوسنة تنعكس في مجالات التعاون السياحي والثقافي والاقتصادي، الأمر الذي يجعل هذه المبادرة ذات أثر إيجابي طويل الأمد على كلا الجانبين.
يأتي هذا القرار في سياق خطوات مماثلة اتخذتها عدة دول أوروبية في الآونة الأخيرة لتسهيل حركة المسافرين من السعودية، استجابةً لكون السوق السعودية من الأسواق النشطة في مجال السفر والسياحة الخارجية. وتستهدف البوسنة والهرسك بذلك أن تصبح أحد الخيارات الأولى لمحبي السفر والاستكشاف من المملكة خصوصاً مع ما تتمتع به من تنوع بيئي وثقافي يغري الزوار بالمغامرة والتجولة داخل المدن التاريخية والطبيعة الجبلية.
وتجدر الإشارة إلى أن موسم الصيف يمثل الفترة الأكثر نشاطاً في قطاع السياحة البوسني، حيث يقبل الزوار على الاستفادة من الظروف المناخية المثالية والمهرجانات المتنوعة التي تضفي حيوية على أرجاء البلاد. ومن المتوقع أن ينعكس رفع القيود أمام الزوار السعوديين إيجاباً على معدلات إشغال مرافق الضيافة وضخ مزيد من الإيرادات في الدورة الاقتصادية للدولة. وتتيح هذه التطورات للسعوديين فرصة التمتع بمواقع مثل العاصمة سراييفو التي تجمع بين العمارة القديمة والجمال الطبيعي، وتحتضن فعاليات ثقافية تجذب السياح من شتى أنحاء العالم.
