
يحتفي العالم في الحادي والعشرين من سبتمبر من كل عام باليوم العالمي لمرض ألزهايمر وهي مناسبة تسعى من خلالها منظمة الصحة العالمية إلى تعميق الوعي العام حول هذا المرض الذي يعد أحد أكثر التحديات الصحية تعقيداً وانتشاراً ويؤثر على حياة ملايين البشر وعائلاتهم في مختلف أنحاء العالم.
وتشير الدراسات العلمية إلى إمكانية الوقاية من حوالي 45 بالمئة من حالات الخرف على مستوى العالم عبر التعامل الجاد مع مجموعة من عوامل الخطر المعروفة يأتي في مقدمتها ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم أو ما يعرف بالسكري إلى جانب السمنة وزيادة الوزن والتدخين والخمول البدني وقلة الحركة كما تلعب العزلة الاجتماعية والاكتئاب دوراً في زيادة احتمالية تدهور القدرات الإدراكية.
يُعرَّف الخرف بأنه ليس مرضاً بحد ذاته بل مصطلح شامل لمجموعة من الاضطرابات التي تستهدف وظائف الدماغ وتؤدي إلى تدهور الذاكرة والتفكير والسلوك وهذه الاضطرابات تتطور تدريجياً مع الزمن مما يجعل أداء المهام اليومية المعتادة أكثر صعوبة على المريض ويشكل مرض ألزهايمر النوع الأكثر شيوعاً من الخرف حيث يمثل ما بين 60 إلى 70 بالمئة من إجمالي الحالات المسجلة عالمياً.
تظهر أعراض ألزهايمر في البداية بشكل طفيف ثم تتفاقم بمرور الوقت ومن أبرز العلامات المبكرة نسيان المعلومات أو الأحداث التي وقعت حديثاً وفقدان الإحساس بالزمان والمكان والشعور بالضياع حتى في الأماكن المألوفة للمريض كما يواجه المصابون صعوبة متزايدة في حل المشكلات واتخاذ القرارات اليومية البسيطة.
ويؤدي مرض ألزهايمر إلى تراجع مستمر في القدرات الذهنية للمريض يبدأ غالباً بفقدان الذاكرة قصيرة المدى ثم يتسع تأثيره ليشمل القدرة على التركيز والتخطيط وحل المشكلات واتخاذ القرارات وصولاً إلى صعوبات في التفاعل الاجتماعي ولا يقتصر هذا التدهور على المصاب فقط بل يلقي بعبء ثقيل على أسرته ومقدمي الرعاية له.
تتضمن العلامات التحذيرية الأخرى صعوبة إيجاد الكلمات المناسبة أثناء الحديث أو عدم القدرة على مواصلة المحادثة وتراجع القدرة على أداء المهام المعتادة سواء في المنزل أو العمل كما قد يظهر خلل في تقدير المسافات والأبعاد البصرية مما يرفع من خطر تعرض المريض للحوادث.
على الرغم من عدم وجود علاج شاف لمرض ألزهايمر أو غيره من أنواع الخرف حتى الآن إلا أن هناك العديد من الإجراءات التي تساهم في تخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة المصابين فالحفاظ على النشاط البدني عبر ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن والإقلاع عن التدخين كلها خطوات أساسية.
ولتحسين جودة حياة المرضى يُنصح أيضاً بإجراء فحوصات طبية دورية لمتابعة الحالة وتدوين المواعيد والمهام اليومية لمساعدة المريض على التذكر إضافة إلى تشجيعه على ممارسة هواياته وأنشطته المفضلة وتنشيط قدراته الذهنية عبر القراءة وحل الألغاز وتعزيز روابطه الاجتماعية من خلال قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن الهدف من هذا اليوم لا يقتصر على نشر المعرفة حول أعراض المرض وطرق الوقاية الممكنة بل يمتد ليشمل ضرورة كسر وصمة العار الاجتماعية المرتبطة بالخرف وإظهار أهمية توفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم للمرضى ومقدمي الرعاية لهم.