شهدت أسواق الصاغة في مصر تحركات سعرية مفاجئة اليوم حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4960 جنيها بينما بلغ سعر الجرام من عيار 24 نحو 5669 جنيها. ويأتي هذا التغير في السوق المحلية بالتزامن مع موجة صعود قوية للمعدن الأصفر على المستوى العالمي استمرت للأسبوع الخامس على التوالي.
جاء الدافع الرئيسي وراء هذا الأداء القوي للذهب من قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي أعلن عن أول خفض لسعر الفائدة الرئيسي هذا العام بمقدار 25 نقطة أساس. ورغم أن هذا القرار كان متوقعا إلا أن تصريحات مسؤولي البنك أثارت حالة من الترقب في الأسواق بشأن وتيرة تخفيف السياسة النقدية مستقبلا.
وقد أكد جيروم باول رئيس البنك الفيدرالي أن البنك سيقوم بتخفيضات قوية في أسعار الفائدة عند الحاجة لذلك لكنه لا يشعر حاليا بوجود ضرورة ملحة للتحرك بسرعة. وأوضح أن قرار الخفض الأخير جاء كإجراء لإدارة المخاطر استجابة لتراجع في ظروف سوق العمل وارتفاع مخاطر التوظيف مشيرا إلى أن القرارات المقبلة ستتخذ في كل اجتماع على حدة.
وتعززت هذه الرؤية الحذرة من خلال توقعات أعضاء البنك الذين أشاروا إلى إمكانية إجراء خفضين إضافيين للفائدة هذا العام وخفض واحد فقط خلال عام 2026. وفي سياق متصل صرح نيل كاشكاري رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس بأن مخاطر سوق العمل تبرر تماما خفض الفائدة هذا الأسبوع وقد تبرر تخفيضات أخرى في الاجتماعين القادمين للبنك المركزي.
ورغم أن خفض الفائدة يفترض أن يكون إيجابيا للذهب إلا أن رد فعل الأسواق الفوري شهد ارتفاعا في قيمة الدولار وأسعار سندات الخزانة الأمريكية وهو ما أدى إلى تقليل جاذبية الذهب بشكل مؤقت خاصة في ظل حالة التشبع الشرائي التي سيطرت عليه مؤخرا.
وعلى مدار تداولات الأسبوع الماضي استطاعت أونصة الذهب العالمية أن تسجل ارتفاعا بنسبة 1.2% حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 3644 دولارا وأغلقت عند 3684 دولارا للأونصة. وخلال هذه الموجة التي امتدت لثلاثة أسابيع متتالية من الصعود سجل المعدن النفيس أعلى مستوى تاريخي له عند 3707 دولارات للأونصة قبل أن يتراجع قليلا عن هذا المكسب.
ويعود السبب الجوهري في جاذبية الذهب خلال فترات خفض الفائدة إلى أن ذلك يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائدا. كما يميل الذهب إلى تحقيق أداء ممتاز خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي وقد حقق مكاسب تقترب من 40% منذ بداية العام الحالي.
وقد انعكس تزايد التفاؤل بين المستثمرين في تقرير التزامات المتداولين المفصل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة للأسبوع المنتهي في 16 سبتمبر. أظهر التقرير ارتفاعا في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل كبار المضاربين بمقدار 1903 عقود مقابل انخفاض عقود البيع بمقدار 2767 عقدا مما يشير إلى ثقة متزايدة في استمرار الاتجاه الصعودي للذهب. ويرى عدد من المحللين في المؤسسات المالية العالمية أن السعر قد يصل إلى 4000 دولار قبل نهاية العام.
وفيما يخص الأسعار المحلية فقد سجل سعر الجرام من عيار 18 قيمة 4251 جنيها ووصل سعر الجنيه الذهب إلى 39680 جنيها.
