
على الرغم من الشهرة الواسعة التي يتمتع بها ماء الكركم كمشروب صباحي صحي يساهم في تطهير الجسم وتقوية المناعة إلا أن خبراء الصحة يطلقون تحذيرات متزايدة حول مخاطره المحتملة حيث أن الإفراط في استهلاكه أو تناوله لفترات طويلة قد يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة تصل إلى تلف الكبد الدائم ومشاكل حادة في الجهاز الهضمي.
يكتسب ماء الكركم أو ما يعرف بشاي الكركم شعبيته من احتوائه على مركب الكركمين وهو مضاد أكسدة قوي يُعتقد أن له خصائص تعزز المناعة وتحسن عملية الهضم ووظائف القلب لكن الأطباء يشيرون إلى أن هذه الفوائد المزعومة قد لا تفوق الأضرار الجانبية المحتملة التي تستدعي التوقف عن تناوله خاصة على معدة فارغة.
تكمن الخطورة في تناول جرعات عالية من الكركم يوميا حيث يمكن أن يتسبب ذلك في تفاعلات دوائية خطيرة مع العديد من الأدوية الشائعة مثل مضادات الاكتئاب والمضادات الحيوية وأدوية ضغط الدم ومضادات الهيستامين وحتى علاجات السرطان الكيميائية كما أنه يعمل على تسييل الدم مما يجعله خطرا على الأفراد الذين يعانون من اضطرابات النزيف.
تتجاوز المخاطر التفاعلات الدوائية لتصل إلى أعضاء الجسم الحيوية إذ كشفت دراسات حديثة عن وجود علاقة بين مكملات الكركم وحالات إصابة الكبد الحادة وقد تم توثيق عشر حالات على الأقل انتهت إحداها بالوفاة نتيجة الفشل الكبدي الحاد كما أن الجرعات الكبيرة تزيد من مستويات الأكسالات في البول مما يرفع خطر تكون حصوات الكلى المؤلمة وقد تسبب أيضا اضطرابات في إيقاع ضربات القلب.
يمكن أن يؤدي استهلاك الكركم بكثرة إلى تفاقم المشاكل الهضمية الموجودة مسبقا مثل ارتجاع الحمض وقرحة المعدة وحصوات المرارة كما أنه يقلل من قدرة الجسم على امتصاص الحديد وقد يسبب تفاعلات حساسية جلدية مثل الشرى والصداع الشديد والغثيان لدى بعض الأشخاص ويجب على النساء الحوامل توخي الحذر الشديد لأن الكميات الكبيرة قد تسبب مشاكل صحية.
أظهرت عدة دراسات أن بعض مساحيق الكركم التجارية قد لا تكون نقية وتحتوي على مواد إضافية مثل نشا الكسافا أو دقيق القمح والشعير الأمر الذي قد يؤدي إلى ظهور أعراض سلبية حادة لدى الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل الغلوتين أو الحساسية تجاه هذه المكونات.