حصوات المثانة: علامات تحذيرية وأسباب خفية ومخاطر جسيمة لا ينبغي تجاهلها

حصوات المثانة: علامات تحذيرية وأسباب خفية ومخاطر جسيمة لا ينبغي تجاهلها
حصوات المثانة: علامات تحذيرية وأسباب خفية ومخاطر جسيمة لا ينبغي تجاهلها

تمثل حصوات المثانة تحديًا صحيًا شائعًا قد يواجه الأفراد في مختلف المراحل العمرية سواء كانوا أطفالًا أو كبارًا وتتكون هذه الحصوات نتيجة تبلور وترسب معادن وأملاح داخل المثانة البولية ما يؤدي إلى الشعور بآلام مزعجة ومضاعفات قد تؤثر على جودة الحياة بشكل كبير.

تتعدد العوامل التي تساهم في تكون حصوات المثانة ويأتي في مقدمتها عدم قدرة المثانة على إفراغ البول بشكل كامل ومستمر وهي حالة تعرف باسم احتباس البول المزمن وغالبًا ما تنتج عن تضخم البروستاتا لدى الرجال أو وجود ضيق في مجرى البول كما أن التهابات المسالك البولية المتكررة تهيئ بيئة مناسبة لترسيب البلورات الملحية وتساعد على نمو الحصوات ويلعب الجفاف وعدم شرب كميات كافية من الماء دورًا محوريًا في زيادة تركيز البول وبالتالي زيادة خطر تكونها إضافة إلى أن بعض الأنظمة الغذائية التي تعتمد على كميات كبيرة من البروتينات والأملاح قد تزيد من احتمالية الإصابة وكذلك وجود أجسام غريبة مثل القسطرة البولية لفترات طويلة أو وجود مشكلات عصبية تؤثر على وظيفة المثانة.

يمكن للمريض الاستدلال على وجود حصوات المثانة عبر مجموعة من الأعراض الواضحة أبرزها الشعور بألم أو حرقة أثناء عملية التبول والذي يميل إلى أن يزداد حدة مع نهاية تدفق البول وقد يلاحظ المريض تغيرات في عادات التبول مثل الحاجة الملحة والمتكررة للذهاب إلى الحمام مع الإحساس المستمر بأن المثانة لم تفرغ بالكامل ومن العلامات التحذيرية الأخرى ظهور دم في البول مما يغير لونه إلى الوردي أو الأحمر الداكن أو أن يصبح البول عكرًا وذا رائحة نفاذة وقوية كما أن الشعور بألم متواصل في منطقة أسفل البطن أو الحوض يعد من الأعراض الشائعة وفي الحالات المتقدمة قد يواجه المصاب صعوبة بالغة في بدء التبول أو يعاني من توقف مفاجئ وغير متوقع لتدفق البول.

إن إهمال معالجة حصوات المثانة قد يقود إلى عواقب صحية وخيمة لا ينبغي الاستهانة بها إذ إن تركها دون علاج يرفع من خطر الإصابة بالتهابات متكررة ومؤلمة في المثانة قد تمتد لتصل إلى الكليتين مسببة ضررًا أكبر ومن أخطر المضاعفات المحتملة حدوث انسداد كامل في مجرى البول وهو ما يؤدي إلى احتباس حاد للبول وهي حالة طبية طارئة تتطلب تدخلًا فوريًا ومع مرور الوقت يمكن أن تتسبب الحصوات في تلف جدار المثانة أو تكوين تقرحات بها وقد تتحرك الحصوات من مكانها لتنتقل إلى الحالب أو الكلى مما يسبب نوبات ألم شديدة تعرف بالمغص الكلوي وفي حالات نادرة ومتقدمة قد يتطور الأمر إلى فشل كلوي إذا لحق الضرر بكلتا الكليتين.

تعتمد الخطة العلاجية لحصوات المثانة على عدة عوامل أهمها حجم الحصوة وعددها بالإضافة إلى الحالة الصحية العامة للمريض ففي حالة الحصوات الصغيرة قد يوصي الطبيب بالإكثار من شرب السوائل والماء لتسهيل خروجها بشكل طبيعي مع البول أما إذا كانت الحصوات من أنواع معينة فيمكن استخدام أدوية مخصصة تعمل على إذابتها بمرور الوقت وبالنسبة للحصوات الأكبر حجمًا أو التي تسبب أعراضًا شديدة فإن الخيار العلاجي الأكثر شيوعًا هو تفتيتها باستخدام منظار المثانة الذي يعتمد على تقنيات حديثة مثل الليزر أو الموجات فوق الصوتية وفي الحالات المعقدة أو عند وجود حصوات ضخمة جدًا قد يصبح التدخل الجراحي المفتوح ضروريًا كما أن معالجة السبب الأساسي الذي أدى إلى تكون الحصوات مثل تضخم البروستاتا أو التهابات المسالك البولية يعد جزءًا لا يتجزأ من العلاج لمنع تكرار المشكلة.

يمكن اتباع مجموعة من الإرشادات والنصائح لتقليل خطر الإصابة بحصوات المثانة مستقبلًا حيث تعد الوقاية أفضل من العلاج وتأتي على رأس هذه النصائح ضرورة شرب كمية وافرة من الماء يوميًا لا تقل عن لترين للحفاظ على سيولة البول ومنع تركز الأملاح ومن المهم أيضًا الحرص على التبول بانتظام عند الشعور بالحاجة وعدم حبس البول لفترات طويلة ويجب عدم إهمال علاج التهابات المسالك البولية والتعامل معها بجدية وسرعة كما ينصح الأفراد المعرضون لتكوين الحصوات بتقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالأملاح أو الأوكسالات مع أهمية الحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام والمتابعة الدورية مع الطبيب لإدارة أي حالات مرضية مزمنة قد تزيد من خطر الإصابة.