قامت الهيئة السعودية للمياه تحت إشراف وزارة البيئة والمياه والزراعة برفع جاهزيتها الفنية والتشغيلية استعداداً لموسم الحج لهذا العام. وشملت هذه الاستعدادات مختلف مراحل منظومة المياه من الإنتاج مروراً بالنقل والتخزين وانتهاءً بالتوزيع والمعالجة، حيث جرى تأمين سعات التخزين الاستراتيجية والتشغيلية اللازمة لتعزيز خدمات المياه في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بما في ذلك المسجد الحرام بما يواكب خطط الموسم وارتفاع الطلب السنوي المرتبط بتوافد الحجاج.
بلغت قدرات نقل المياه المحلاة يومياً أكثر من مليون ومائتي ألف متر مكعب، حيث تُمثل هذه الجاهزية لمنظومات الإنتاج والنقل استجابة مباشرة لاحتياجات مكة والمشاعر المقدسة خلال الفترة ذات الذروة. وتمتد خطوط نقل المياه في المملكة لمسافة تتجاوز 1316 كيلومتراً، فيما وصل معدل كفاءة محطات الضخ إلى 125 بالمائة. ويتخطى حجم التوزيع اليومي للمياه 750 ألف متر مكعب والتي ترتفع إلى مليون متر مكعب في يوم عرفة وأيام العيد تماشياً مع خصوصية هذه الأيام.
أما في جانب الاستدامة البيئية، فقد وصلت الطاقة الاستيعابية لمحطات معالجة المياه إلى 750 ألف متر مكعب يومياً، بما يضمن إدارة الموارد وفق معايير الأمان البيئي والصحي المعتمدة عالمياً. وتعتزم المنظومة إجراء أكثر من أربعة آلاف فحص مخبري يومياً باستخدام أحدث التقنيات لضمان جودة المياه وسلامتها.
نفذت الهيئة السعودية للمياه جولات رقابية وفنية مكثفة على مرافق المياه في مشعري منى ومزدلفة إضافة إلى عرفات بهدف ضمان جاهزية البنية التحتية وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن. وتجاوزت ساعات العمل الميداني ضمن هذه الجولات ألفي ساعة، وتم خلالها تفقد أكثر من 32 ألف دورة مياه موزعة في المشاعر المقدسة، للتأكد من توافرها وصلاحيتها للاستخدام خلال موسم الحج.
وتعتمد منظومة المياه التشغيلية على عدة جهات رئيسية منها شركة المياه الوطنية، وشركة نقل المياه، والشركة السعودية لشراكات المياه، وتحلية المياه، والمؤسسة العامة للري، وتضم هذه الجهات أكثر من ألفي مهندس وفني وطني لضمان تقديم أعلى معايير الجودة وخدمة الحشود المتزايدة، بما يعكس تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة لأداء مناسك الحج.