
مع تبدل الفصول وبداية موسم الخريف تواجه العديد من الأسر تحديا متكررا يتمثل في زيادة معاناة أطفالهم من نوبات الحساسية الموسمية حيث تتفاقم المشكلة بشكل ملحوظ سواء كانت حساسية أنفية أو صدرية بسبب التقلبات الجوية وانتشار الغبار والأتربة في الهواء ما يضع عبئا على الأمهات لرعاية أطفالهن.
يشير استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور تامر عبد الحميد إلى أن حساسية الأنف والصدر تعد من أكثر أنواع الحساسية شيوعا بين فئة الأطفال وتصل أعراضها إلى ذروتها خلال فترات تغير المواسم وبشكل خاص مع قدوم فصل الخريف الذي يتميز بالتقلبات الجوية المستمرة.
وتظهر أعراض حساسية الأنف في صورة رشح مستمر أو انسداد في الأنف مع عطس متكرر يزداد غالبا في فترات الصباح الباكر أو أثناء الليل ويصاحب ذلك أحيانا شعور بالحكة في منطقة الأنف أو الحلق أو الأذن وفي بعض الحالات قد يعاني الطفل من احمرار العينين وزيادة الدموع ويلاحظ أيضا تغير في صوته ليصبح ذا طابع أنفي وكأنه يتحدث وأنفه مغلق.
أما بالنسبة لحساسية الصدر التي تعرف أيضا بالربو التحسسي فتتجلى أعراضها في صورة كحة متكررة ومستمرة تزداد حدتها بشكل خاص في الليل أو عند قيام الطفل باللعب أو الجري وممارسة أي مجهود بدني وقد يسمع صوت صفير أو أزيز واضح في الصدر أثناء التنفس مع شعور بضيق في التنفس وتعب سريع من أقل مجهود وفي بعض الأحيان تكون الكحة المستمرة بعد نزلات البرد أو القيء من علاماتها.
وينبه الدكتور تامر عبد الحميد إلى ضرورة التوجه لاستشارة الطبيب المختص فورا في حال ظهور مؤشرات معينة على الطفل تستدعي التدخل الطبي ومنها استمرار الأعراض بشكل يومي دون أي تحسن ملحوظ أو إذا كانت نوبات الكحة شديدة لدرجة أنها توقظ الطفل من نومه ليلا كما أن ظهور صوت صفير بالصدر أو مواجهة صعوبة في التنفس يعد من العلامات المقلقة التي تتطلب فحصا عاجلا وكذلك إذا أصبح الطفل يعتمد على البخاخات أو الأدوية بشكل متكرر جدا أو عندما تؤثر الحساسية سلبا على نمط نومه أو شهيته للطعام أو قدرته على ممارسة أنشطته اليومية في المدرسة.
وللتعامل مع هذه الأعراض خلال فصل الخريف يقدم استشاري الأطفال مجموعة من النصائح لمساعدة الأمهات في الحفاظ على صحة أطفالهن منها الحرص على التهوية الجيدة للمنزل مع تجنب تعريض الطفل المباشر للغبار والرياح الشديدة وغسل الأنف بانتظام باستخدام محلول ملحي لترطيب الممرات التنفسية وتخفيف حدة الأعراض وينصح باستخدام أغطية وملاءات للأسرة مصممة لمقاومة تراكم عث الغبار مع غسلها أسبوعيا بماء ساخن والتقليل من وجود الألعاب المصنوعة من القماش والدمى المحشوة في غرفة نوم الطفل لأنها تجمع الأتربة.
ويشدد على أهمية منع التدخين بشكل قاطع داخل المنزل وتقديم نظام غذائي صحي للطفل يعتمد على الخضروات والفواكه والأطعمة الغنية بالأوميجا 3 مثل الأسماك أو زيت بذور الكتان لتعزيز وتقوية جهاز المناعة مع ضمان شرب كميات كافية من الماء والابتعاد قدر الإمكان عن السكريات والأطعمة المصنعة التي قد تزيد من الالتهابات في الجسم بجانب الالتزام باستخدام بخاخات الأنف أو الصدر التي يصفها الطبيب حسب شدة الحالة.
وللوقاية من المخاطر الصحية المرتبطة بفترة تغير الفصول ينصح بمتابعة النشرات الجوية وتجنب خروج الطفل من المنزل في الأيام التي تشهد رياحا قوية أو عواصف ترابية وإذا كان الخروج ضروريا يمكن إلباسه قناعا خفيفا لحماية جهازه التنفسي ومن الضروري أيضا أن يستحم الطفل ويغسل شعره جيدا بعد العودة من الخارج لإزالة أي من حبوب اللقاح أو الأتربة العالقة به مع الحفاظ على مستوى عال من النظافة العامة في المنزل خاصة خلال فصلي الخريف والربيع.