حازت حلوى الدونتس على شهرة عالمية واسعة لتصبح واحدة من أكثر الحلويات المفضلة لدى الكبار والصغار حول العالم وفي المطابخ العربية على وجه الخصوص. يرجع سر جاذبيتها إلى مظهرها الدائري المميز ومذاقها الذي يجمع بين القوام الهش والطري من الداخل والطبقة الذهبية المقرمشة من الخارج فضلا عن إمكانيات التزيين اللامحدودة التي تطلق العنان للإبداع.
لتحضير عجينة الدونتس المثالية يتطلب الأمر دقة في المقادير حيث تتكون من ثلاثة أكواب من الدقيق الأبيض المنخول ونصف كوب من الحليب الدافئ وربع كوب من الزبدة المذابة. يضاف إلى الخليط ملعقتان كبيرتان من السكر وملعقة صغيرة من الفانيليا ورشة ملح مع بيضتين بحرارة الغرفة وملعقة كبيرة من الخميرة الفورية. تبدأ عملية التحضير بتنشيط الخميرة عبر إذابتها في الحليب الدافئ مع قليل من السكر وتركها جانبا لعشر دقائق حتى تتفاعل وتظهر فقاعات على السطح.
في وعاء عميق يتم خلط المكونات الجافة أولا وهي الدقيق والسكر والملح ثم تضاف إليها المكونات السائلة كالبيض والفانيليا والزبدة ومزيج الخميرة النشط. تبدأ مرحلة العجن التي تستمر لمدة عشر دقائق تقريبا يدويا أو باستخدام العجان الكهربائي حتى الحصول على عجينة ناعمة ومطاطية. بعد ذلك توضع العجينة في وعاء وتغطى بقطعة قماش وتترك في مكان دافئ لساعة كاملة ليتضاعف حجمها.
بعد اكتمال عملية التخمير تفرد العجينة على سطح مرشوش بقليل من الدقيق للحصول على سماكة متوسطة تبلغ سنتيمترا واحدا تقريبا. تستخدم قطاعة دائرية لتشكيل القطع ثم تستخدم أداة أصغر لعمل الفتحة الصغيرة في المنتصف للحصول على شكل الدونتس التقليدي المعروف. ترص القطع المشكلة على صينية وتترك لترتاح مدة ربع ساعة إضافية قبل طهيها.
تعد طريقة القلي هي الأشهر والأكثر شيوعا لإعداد الدونتس حيث تسخن كمية وفيرة من الزيت في وعاء عميق على حرارة متوسطة. توضع قطع الدونتس بعناية في الزيت الساخن وتقلى على كلا الجانبين حتى تكتسب لونا ذهبيا جذابا ثم ترفع وتوضع على ورق مطبخ لامتصاص أي زيت زائد. من المهم الحفاظ على درجة حرارة الزيت معتدلة لتجنب احتراق السطح الخارجي مع بقاء العجين نيئا من الداخل.
وللراغبين في بديل صحي وخفيف يمكن تحضير الدونتس في الفرن وهي طريقة تقلل من السعرات الحرارية والدهون بشكل كبير. تستخدم في هذه الوصفة مقادير معدلة قليلا تشمل كوبين من الدقيق وربع كوب من السكر وربع كوب من الزبدة اللينة. بعد تشكيل العجينة بنفس الطريقة السابقة ترص في صينية وتخبز في فرن مسخن مسبقا على حرارة 180 درجة مئوية لمدة تتراوح بين 12 و 15 دقيقة حتى يصبح لونها ذهبيا فاتحا.
تكتمل تجربة الدونتس بلمسة التزيين النهائية التي تفتح المجال أمام خيارات متنوعة لا حصر لها. يمكن ببساطة رش السكر البودرة على وجهها أو تغطيتها بطبقة غنية من الشوكولاتة المذابة مع إضافة بعض الرشات الملونة أو جوز الهند المبشور. وهناك خيار آخر وهو تحضير طبقة الجليز اللامعة بخلط السكر البودرة مع قليل من الحليب والفانيليا كما يمكن حشوها من الداخل بالكريمة أو المربى لمذاق أغنى.
للحصول على أفضل نتيجة يفضل تناول الدونتس طازجة في يوم تحضيرها لأن قوامها يتغير بمرور الوقت. وتتميز النسخة المخبوزة بكونها أخف على المعدة وتناسب الأطفال أو يمكن تقديمها كوجبة إفطار شهية بجانب كوب من القهوة أو الشاي.
