
يمثل وصول مولود جديد إلى الأسرة حدثا سعيدا يغمر الجميع بالبهجة لكنه قد يتحول إلى تحد نفسي كبير للطفل الأول الذي اعتاد أن يكون مركز الاهتمام الوحيد. فمن منظوره الخاص قد يبدو هذا القادم الجديد منافسا يهدد مكانته في قلوب والديه مما يولد لديه مشاعر معقدة من القلق والغيرة.
ولتجنب هذه التأثيرات النفسية السلبية ينبغي على الوالدين البدء بالتمهيد النفسي للطفل قبل موعد الولادة بفترة كافية. يتضمن ذلك التحدث معه بأسلوب بسيط وواضح عن الأخ أو الأخت القادمة واستخدام القصص المصورة التي تظهر العلاقات الإيجابية بين الأشقاء مما يساعده على تكوين تصور إيجابي ومرحب بالفرد الجديد في العائلة.
من الأساليب الفعالة أيضا تعزيز شعور الطفل الأول بالمسؤولية والأهمية عبر إشراكه بشكل عملي في التحضيرات لاستقبال المولود. يمكن منحه دورا في اختيار بعض ملابس الرضيع أو المساعدة في ترتيب أغراضه الخاصة فهذه المشاركة تجعله يشعر بأنه شريك أساسي في هذا الحدث العائلي وليس شخصا تم تهميشه.
بعد ولادة الطفل الثاني يصبح من الضروري حماية مشاعر الطفل الأكبر من خلال تخصيص وقت يومي خاص به مهما كانت الأم مشغولة. لا يتطلب الأمر ساعات طويلة بل إن دقائق معدودة من الاهتمام المركز مثل قراءة قصة قبل النوم أو جلسة عناق دافئة أو حديث خاص كفيلة بأن تؤكد له أن حبه في قلب والديه لم يتغير وأن مكانته ما زالت محفوظة.
يجب على الأهل الامتناع تماما عن عقد أي مقارنات بين الطفلين سواء كانت تتعلق بالشكل أو السلوك أو أي شيء آخر. فالمقارنة تولد شعورا بالنقص وتزيد من حدة الغيرة لدى الطفل الأكبر. بدلا من ذلك يجب التركيز على إبراز نقاط قوته ومدح صفاته المميزة لتعزيز ثقته بنفسه.
من المهم أيضا شرح دور الأخ الأكبر له وتصويره كدور بطولي ومهم. يمكن توضيح أن المولود الصغير ضعيف ويحتاج إلى حمايته ورعايته ثم تكليفه بمهام بسيطة جدا مثل المساعدة في إحضار الحفاضات مع توجيه الشكر والثناء الدائم له على مساعدته القيمة مما يجعله يشعر بالفخر بدوره الجديد.
عندما تظهر على الطفل الأول علامات الغيرة أو يعود إلى سلوكيات طفولية كان قد تجاوزها يجب التعامل مع الموقف بحكمة وتفهم. من الطبيعي أن يشعر بذلك ولا ينبغي معاقبته أو السخرية من مشاعره بل يجب احتواؤه وإظهار التعاطف معه والتأكيد على أن هذه المشاعر مؤقتة وطبيعية.