
كشف باحث في التاريخ عن تفاصيل لقاء تاريخي عكس حنكة الملك المؤسس عبد العزيز وقدرته الفذة على احتواء الخصوم وتحويلهم إلى حلفاء أوفياء فقد جمع هذا الموقف الملك برجل يدعى رشيد بن ليلى الذي كان يعد من رجال ابن رشيد أحد أبرز الخصوم في تلك الفترة.
أشار الباحث خلال حديث إعلامي إلى أن سياسة الملك عبد العزيز كانت تقوم على الاستفادة من جميع الكفاءات والرجال لخدمة مشروع الدولة الناشئة ودعم القضايا العربية حتى لو كانوا من صفوف الخصوم السابقين فكان الملك يرى في كل فرد طاقة يمكن توظيفها لخدمة الوطن وهو ما دفعه لاستقبال ابن ليلى الذي كان آنذاك يقيم في تركيا ويعمل في مجال توريد الأسلحة.
وقد قدم رشيد بن ليلى إلى جدة ومنها توجه إلى مكة المكرمة للقاء الملك عبد العزيز الذي كان يؤمن بأهمية استقطاب الشخصيات المؤثرة ودمجها في رؤيته الوحدوية ومن الأمثلة على هذا النهج الشامل تعيينه للعرب الذين عانوا من الاضطهاد في الخارج في مناصب دبلوماسية لتمثيل الدولة في السفارات.
وفي تفاصيل اللقاء المباشر بين الملك وابن ليلى لاحظ جميع الحاضرين وجود إصابة في يد الملك عبد العزيز وكانت الأنظار تتجه نحوها باستمرار وفي لحظة عفوية تفيض بالذكاء الاجتماعي والدهاء السياسي بادر الملك الحاضرين بمداعبة قائلا إن هذه الإصابة سببها سلاح ابن ليلى.
وفور أن نطق الملك بهذه العبارة الفكاهية ضج المجلس بالضحك وتبدد أي شعور بالترقب أو الحذر وتجلت في هذا الموقف البسيط عبقرية الملك في التعامل مع ألد خصومه فلم يكن يعتمد على القوة فقط بل على القيم النبيلة والمبادئ والمواقف الإنسانية التي تكسب القلوب وتحول العداوات إلى ولاء وإيمان عميق بالمشروع الوطني الذي يقوده.