
سلط باحث في الشأن التاريخي الضوء على مواقف مبكرة كشفت عن السمات القيادية للملك عبدالعزيز آل سعود وشخصيته الفذة منذ الصغر حيث لفتت هذه المواقف انتباه الشيخ عيسى آل خليفة حاكم البحرين آنذاك وجعلته يدرك أن الفتى اليافع أمامه سيكون له شأن عظيم في المستقبل.
أوضح الباحث بندر بن معمر أن أحد هذه المواقف المهمة جرى في مجلس الشيخ عيسى حيث دخل الشيخ راكان بن حثلين ولم يجد له مكانا يجلس فيه فما كان من الملك عبدالعزيز إلا أن نهض من مكانه على الفور وأجلس الشيخ راكان في تصرف عكس احتراما كبيرا وتقديرا للأكبر سنا ومكانة وهو ما اعتبره الشيخ عيسى دليلا قاطعا على نبل أخلاق الأمير الشاب وقيمه الراسخة التي تعد من أهم صفات القادة.
وفي حادثة أخرى لا تقل أهمية تكشف جانبا مختلفا من شخصية المؤسس ذكر الباحث أن الشيخ عيسى سأل الملك عبدالعزيز الذي كان يبلغ من العمر ستة عشر عاما فقط سؤالا ليختبر به ولاءه فقال له هل تفضل قطر أم البحرين فجاء رده حاسما وسريعا بأن الرياض أفضل منهما جميعا هذه الإجابة الفورية أظهرت للشيخ عيسى مدى تعلق قلب الملك عبدالعزيز بمسقط رأسه وهدفه الأسمى باستعادة حكم أجداده.
لقد شكل هذان الموقفان رؤية واضحة لدى الشيخ عيسى آل خليفة حول شخصية الملك عبدالعزيز حيث رأى فيه شابا يجمع بين القيم العربية الأصيلة من احترام للكبير والتواضع وبين طموح سياسي لا حدود له وارتباط وجداني عميق بأرضه وتاريخه وهو ما جعله يتنبأ بأن هذا الشاب سيترك بصمة خالدة في تاريخ المنطقة.