
شهدت أسواق المعدن الأصفر العالمية موجة ارتفاعات تاريخية وغير مسبوقة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية حيث كشف المهندس هاني ميلاد رئيس شعبة الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية أن سعر الأوقية قفز بمقدار ستين دولاراً دفعة واحدة وهو ما يعد رقماً قياسياً لم يسجل من قبل في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة.
وأوضح ميلاد أن هذه القفزة الهائلة في الأسعار العالمية تنعكس بشكل مباشر وفوري على السوق المحلي المصري نظراً لأن تسعير الذهب في مصر يعتمد بنسبة تتجاوز خمسة وتسعين بالمئة على السعر المعلن في البورصات العالمية وبالتالي فإن أي تحرك عالمي يؤثر بقوة على الأسعار للمستهلكين في الداخل.
وأضاف رئيس شعبة الذهب أن المحرك الرئيسي وراء هذا الصعود الحاد يعود إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية العالمية التي تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق مثل التوترات التجارية والتضخم المرتفع والاضطرابات الجيوسياسية المختلفة وهذه العوامل تدفع المستثمرين والمؤسسات الكبرى إلى اللجوء للذهب باعتباره ملاذاً آمناً.
وفي سياق متصل أشار ميلاد إلى أن السنوات الخمس الماضية كانت شاهدة على قفزات سعرية ضخمة أدت إلى تضاعف سعر المعدن النفيس مرجعاً ذلك إلى توالي الأزمات العالمية سواء الاقتصادية منها أو السياسية والتي عززت من مكانة الذهب كأداة للتحوط ضد المخاطر وفقدان قيمة العملات.
وحول العوامل الداخلية للسوق المصري أكد ميلاد أن معادلة العرض والطلب لا تلعب دوراً محورياً في تحديد الأسعار الحالية حيث لا يتجاوز تأثيرها نسبة الخمسة بالمئة فقط مشيراً إلى أن ما منع الأسعار من تسجيل ارتفاعات أكبر محلياً هو انخفاض سعر صرف الدولار في البنك المركزي الذي امتص جزءاً من الزيادة العالمية.
وبالنظر إلى المستقبل توقع ميلاد أن الفترة القادمة لن تشهد انخفاضاً في أسعار الذهب بل من المرجح أن تمر الأسواق بمرحلة تصحيح واستقرار نسبي قد يتبعها موجة صعود جديدة قد تدفع الأسعار لتسجيل أرقام قياسية أخرى لم تصل إليها من قبل.