ضرب الكرة بالرأس وتأثيره الصادم على الذاكرة.. دراسة تكشف ما يحدث للدماغ

ضرب الكرة بالرأس وتأثيره الصادم على الذاكرة.. دراسة تكشف ما يحدث للدماغ
ضرب الكرة بالرأس وتأثيره الصادم على الذاكرة.. دراسة تكشف ما يحدث للدماغ

كشفت دراسة علمية أمريكية حديثة عن وجود ارتباط مقلق بين تكرار ضرب الكرة بالرأس في رياضة كرة القدم وبين حدوث تغيرات بنيوية عميقة في دماغ اللاعبين. هذه التغيرات التي تم رصدها قد تؤثر بشكل مباشر على القدرات المعرفية والوظائف العقلية الأساسية مثل الذاكرة وسرعة التفكير لدى ممارسي اللعبة.

واستندت النتائج التي نشرت في دورية علمية مرموقة متخصصة بطب الأعصاب على مقارنة دقيقة بين مجموعة كبيرة ضمت أكثر من 350 لاعب كرة قدم من الهواة ومجموعة أخرى ضابطة تكونت من حوالي 80 رياضيا يمارسون رياضات لا تتضمن احتكاكا جسديا أو ارتطاما بالرأس.

وللوصول إلى هذه النتائج اعتمد الفريق البحثي على تقنيات تصوير متطورة حيث خضع جميع المشاركين لصور أشعة دماغية متقدمة تم تصميمها خصيصا لتعقب حركة جزيئات الماء الدقيقة داخل ثنايا وأنسجة معينة في المخ. إلى جانب ذلك أجرى المتطوعون سلسلة من الاختبارات المعرفية المصممة لتقييم قدراتهم على التفكير والتركيز واسترجاع المعلومات.

وقد أوضحت بيانات الدراسة أن اللاعبين الذين يكثرون من استخدام رؤوسهم لضرب الكرة بمعدل يتجاوز ثلاثة آلاف مرة سنويا يظهرون اضطرابات واضحة في الطبقة الرقيقة التي تحيط بالمادة البيضاء في الدماغ وتحديدا بالقرب من القشرة المخية وهي منطقة حيوية للوظائف الإدراكية.

وأشار باحثون من جامعات فوردهام وديلاوير وكولومبيا وألبرت أينشتين الذين أشرفوا على الدراسة إلى وجود مفارقة مهمة. فعلى الرغم من أن ممارسة الرياضة بشكل عام تحمل فوائد جمة لصحة الدماغ وقد تساهم في تقليل خطر تدهور الوظائف المعرفية مع التقدم في العمر إلا أن الارتطامات المتكررة للرأس كما يحدث في كرة القدم قد تعمل على إبطال هذه الفوائد الصحية بل وربما تتسبب في أضرار طويلة الأمد.

وشدد أعضاء الفريق البحثي على أن هذه النتائج لا تقيم علاقة سببية مباشرة ومؤكدة بين ضرب الكرة بالرأس وتدهور القدرات العقلية بشكل حتمي لكنها تسلط الضوء بقوة على مناطق محددة داخل بنية الدماغ قد تكون أكثر عرضة للخطر والتأثر جراء هذه الممارسة الرياضية الشائعة.