
يواجه العديد من الأفراد تحديات كبيرة في رحلة إنقاص الوزن حيث يصطدمون بعقبة ثبات أوزانهم رغم التزامهم بحميات غذائية متنوعة وممارسة التمارين الرياضية بشكل متقطع. وتوضح استشارية التغذية العلاجية تيفني ريفورد أن سر هذا الإخفاق لا يكمن فقط في حساب السعرات الحرارية بل في مجموعة من العادات اليومية الخاطئة التي يغفل عنها الكثيرون والتي تعرقل بشكل مباشر قدرة الجسم على حرق الدهون بفاعلية.
يعد السهر والحرمان من النوم الكافي أحد أبرز العوامل الخفية التي تدمر جهود إنقاص الوزن. يؤدي عدم الحصول على قسط كاف من الراحة يتراوح بين سبع وثماني ساعات ليلا إلى خلل في التوازن الهرموني المسؤول عن الجوع والشبع فالجسم يزيد من إنتاج هرمون الجريلين المحفز للشهية ويقلل من هرمون اللبتين الذي يمنح الإحساس بالامتلاء. هذه المعادلة الهرمونية تجعل الشخص يشعر بجوع مستمر ويدفعه لتناول وجبات ليلية غنية بالسعرات الحرارية كما أن السهر يبطئ معدل الأيض لأن الجسم يحتاج إلى النوم العميق لإتمام عملياته الحيوية وحرق الدهون بكفاءة.
على صعيد آخر يلعب الإجهاد النفسي والتوتر المستمر دورا سلبيا في زيادة الوزن. يتسبب الضغط النفسي المزمن في ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول وهو هرمون يرتبط مباشرة بتخزين الدهون وخصوصا في منطقة البطن. علاوة على ذلك يدفع التوتر الكثيرين إلى ما يعرف بالأكل العاطفي حيث يلجؤون إلى الأطعمة غير الصحية كالحلويات والوجبات السريعة كوسيلة لتخفيف شعورهم بالقلق مما يضيف سعرات حرارية غير ضرورية. يمكن لممارسة تقنيات الاسترخاء كالتنفس العميق واليوغا أن تساهم في التحكم بالتوتر وبالتالي السيطرة على الوزن.
من الأخطاء المنتشرة أيضا الاعتماد على النظام الغذائي وحده وإهمال النشاط البدني. يعتقد البعض أن تقليل السعرات الحرارية كاف لتحقيق النتائج المرجوة لكن الحقيقة أن ممارسة الرياضة ضرورية لتسريع عملية حرق الدهون وبناء الكتلة العضلية التي ترفع بدورها معدل الأيض. لا يتطلب الأمر ممارسة تمارين شاقة فالمشي لمدة نصف ساعة يوميا يمكن أن يحدث فرقا كبيرا ويحسن المزاج ويقلل الرغبة في تناول الطعام بسبب التوتر.
يعتبر إهمال وجبة الإفطار سلوكا خاطئا شائعا يظن أصحابه أنه يساهم في تقليل السعرات اليومية. لكن الواقع عكس ذلك تماما فالإفطار هو الوقود الأول الذي يحتاجه الجسم لبدء عملياته الحيوية بعد فترة صيام طويلة أثناء النوم. يؤدي تخطي هذه الوجبة إلى شعور حاد بالجوع في وقت لاحق من اليوم مما يدفع الشخص إلى تناول كميات أكبر من الطعام في وجبة الغداء أو استهلاك أطعمة غنية بالسكريات لتعويض نقص الطاقة. إفطار صحي متوازن يحتوي على البروتين والألياف يضمن استقرار مستويات السكر في الدم ويعزز الشعور بالشبع لفترة أطول.
يرتبط بوجبة الإفطار خطأ آخر وهو سرعة تناول الطعام. عندما يأكل الشخص بسرعة فإنه يستهلك كمية طعام تفوق حاجته قبل أن تصل إشارات الشبع من المعدة إلى الدماغ. الأكل ببطء ومضغ الطعام جيدا يمنح الدماغ الوقت الكافي لتسجيل الإحساس بالامتلاء مما يساعد على التحكم بالكميات المتناولة وتجنب الإفراط في الأكل. من المفيد أيضا تجنب المشتتات مثل التلفاز والهاتف أثناء الوجبات للتركيز بشكل كامل على عملية الأكل.
تأتي الوجبات السريعة كأحد أكبر مسببات زيادة الوزن نظرا لكونها غنية بالدهون المشبعة والأملاح والسكريات وفقيرة في نفس الوقت بالعناصر الغذائية المفيدة كالألياف والفيتامينات. هذا المزيج يجعلها ذات سعرات حرارية مرتفعة جدا ولا تمنح شعورا بالشبع لفترة طويلة مما يؤدي إلى تكرار الشعور بالجوع بعد وقت قصير. استبدال هذه الوجبات بخيارات صحية محضرة في المنزل مثل الدجاج المشوي والسلطات المتنوعة يضمن التحكم في المكونات والسعرات.
يغفل الكثيرون عن أهمية شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم. الماء ضروري لتنشيط عملية التمثيل الغذائي ويساعد الجسم على حرق الدهون بفعالية أكبر. شرب كوب من الماء قبل تناول الوجبات يساهم في تقليل الشهية بشكل طبيعي كما أن الجسم قد يخلط أحيانا بين إشارات العطش والجوع مما يدفع الشخص لتناول الطعام دون حاجة حقيقية. يوصى بشرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من الماء يوميا.
وأخيرا يمثل الإفراط في استهلاك العصائر والمشروبات الغازية فخا يقع فيه الكثيرون. حتى العصائر الطبيعية تحتوي على كميات عالية من السكر والسعرات الحرارية التي قد تعيق نزول الوزن عند تناولها بكثرة أما المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة فهي غنية بالسكريات المكررة التي تتحول بسرعة إلى دهون مخزنة في الجسم. يعد الماء والشاي الأخضر والأعشاب الطبيعية الخالية من السكر بدائل صحية ومفيدة لدعم رحلة إنقاص الوزن.