رغم الشهرة الواسعة للأجبان كعنصر غذائي محبب لدى الكثيرين حول العالم ومصدر غني بالكالسيوم والبروتين إلا أن خبراء التغذية يحذرون من أن بعض أصنافها قد تشكل خطرا صامتا على صحة القلب والأوعية الدموية. ويعود السبب في ذلك إلى احتوائها على نسب مرتفعة من الدهون المشبعة والصوديوم وهما عنصران يمكن أن يؤدي استهلاكهما المفرط مع مرور الوقت إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار وزيادة ضغط الدم.
وتشير الدراسات إلى أن أنواعا محددة من الجبن عند تناولها بشكل متكرر قد تؤثر سلبا على صحة القلب. وتأتي جبنة الشيدر على رأس القائمة التي ينبغي الحذر منها إذ تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة ومستويات صوديوم قد تتجاوز 700 ملليغرام لكل 100 غرام وهو ما يساهم مباشرة في زيادة الكوليسترول الضار. ولا تختلف جبنة البارميزان كثيرا عنها فهي غنية أيضا بالدهون المشبعة والملح مما يجعل استهلاكها بانتظام خيارا غير مفضل لصحة القلب.
وينطبق الأمر كذلك على جبنة الحلوم المعروفة بمحتواها العالي من الدهون والصوديوم الأمر الذي يجعلها غير مناسبة للوجبات المتكررة لمن يسعون للحفاظ على سلامة شرايينهم. كما أن الأجبان الزرقاء مثل الروكفور والستيلتون تتميز بتركيزها العالي من الدهون المشبعة والملح ما قد يؤدي الإفراط في تناولها إلى مشاكل صحية. وحتى جبنة الماعز ذات النكهة المميزة يجب التعامل معها بحذر نظرا لاحتوائها على نسبة كبيرة من الدهون المشبعة التي تستدعي الاعتدال.
ولكن هذا لا يعني ضرورة التخلي الكامل عن الجبنة إذ يمكن إدراجها ضمن نظام غذائي متوازن وصديق للقلب عبر اتباع بعض الإرشادات البسيطة. يوصي الخبراء بتحديد الكمية المستهلكة بحيث لا تتجاوز الحصة الواحدة حوالي 28 غراما مع الحرص على اختيار الأصناف قليلة الدسم والصوديوم. ومن الأفضل أيضا الحد من استهلاك الأجبان المصنعة التي غالبا ما تكون محملة بالدهون غير الصحية والملح بكميات أكبر.
ولتكتمل الفائدة الغذائية ينصح بدمج الجبنة مع أطعمة صحية أخرى مثل الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة. هذا المزيج لا يوازن الوجبة فحسب بل يساعد أيضا في تخفيف التأثيرات السلبية المحتملة للدهون والصوديوم. وبهذه الطريقة يمكن الاستفادة من مذاق الجبنة وفوائدها الغذائية دون تعريض صحة القلب للخطر أو التأثير سلبا على مستويات الكوليسترول.
