
حظيت مقاطع فيديو تروج لما يعرف بالحمية المضادة للالتهابات بمشاهدات تجاوزت العشرين مليونا عبر منصات التواصل الاجتماعي حيث تدعو هذه الأنظمة الغذائية إلى التوقف عن تناول مجموعات غذائية كاملة مثل منتجات الألبان والغلوتين والسكر بهدف تحقيق نتائج مثل فقدان الوزن وعلاج الانتفاخ وتعزيز الصحة العامة.
يقوم الالتهاب في جوهره على استجابة مناعية طبيعية تساعد الجسم في التعافي من الإصابات ومكافحة العدوى ويمكن أن يكون الالتهاب حادا قصير المدى وهو أمر مفيد أو مزمنا طويل الأمد وهو ما يسبب الضرر حيث ربطت الدراسات بين الالتهاب المزمن والإصابة بأمراض خطيرة مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان.
تؤكد الأبحاث العلمية أن النظام الغذائي يلعب دورا محوريا في التأثير على مستويات الالتهاب بالجسم فالأنظمة الغذائية الغنية بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات والدهون الصحية مع الحد من الأطعمة المصنعة والسكريات ترتبط بشكل مباشر بانخفاض ملحوظ في مستويات الالتهاب ويبرز النظام الغذائي المتوسطي كأفضل مثال مدروس يثبت فاعليته في تقليل مؤشرات الالتهاب في الدم.
تساهم عوامل متعددة في تفاقم الالتهاب المزمن بالجسم تشمل التقدم في العمر والتدخين وقلة الحركة والوزن الزائد والتغيرات الهرمونية والتوتر النفسي واضطرابات النوم كما يعد النظام الغذائي الغربي السائد الذي يرتكز على الأطعمة المصنعة ويفتقر إلى الخضراوات والفواكه الطازجة أحد أبرز المسببات المرتبطة بزيادة الالتهاب.
تحمل النصائح المتداولة على الإنترنت جوانب إيجابية وأخرى سلبية فمن الصحيح الترويج للبروبيوتيك إذ تشير بعض الدراسات إلى دورها المحتمل في تقليل الالتهاب لكن الأبحاث لا تزال مستمرة لتحديد الأنواع والجرعات المثلى أما الخطأ فيكمن في التحذير العام من منتجات الألبان والغلوتين دون وجود أسباب طبية تستدعي ذلك.
قد تكون الحميات الغذائية المقيدة مفيدة بالفعل لبعض الحالات الصحية الخاصة مثل متلازمة تكيس المبايض والتهاب بطانة الرحم وأمراض المناعة الذاتية والتهابات المفاصل ولكن من الضروري أن يتم تطبيق هذه الأنظمة تحت إشراف اختصاصي تغذية معتمد لضمان تلبية احتياجات الجسم وتجنب أي نقص في العناصر الغذائية.
خلافا للاعتقاد الشائع فإن منتجات الألبان قد تكون محايدة أو حتى مفيدة للصحة لدى معظم الناس كما أن الحبوب الكاملة بما في ذلك تلك التي تحتوي على الغلوتين تساهم في تقليل الالتهاب واستبعاد هذه المجموعات الغذائية بشكل عشوائي دون استشارة طبية قد يؤدي إلى نقص في المغذيات الأساسية للجسم.
بالنسبة للأفراد الأصحاء لا توجد حاجة لتطبيق القواعد المتطرفة التي تنتشر على الإنترنت وبدلا من ذلك يوصي الخبراء باتباع نظام غذائي متوازن وطبيعي وغير مصنع مثل الحمية المتوسطية إلى جانب الحصول على قسط كاف من النوم وممارسة الرياضة بانتظام وتجنب التدخين إذ تعتبر هذه العوامل مجتمعة الطريقة المثلى لمكافحة الالتهاب وتعزيز الصحة على المدى الطويل.