
قد يعاني الكثيرون من سعال مستمر ومزعج لا يستجيب للعلاجات التقليدية مما يثير الحيرة والقلق حول مصدره الحقيقي ولكن المفاجأة التي قد يجهلها البعض هي أن السبب قد لا يكون مرتبطا بالجهاز التنفسي على الإطلاق بل يكمن في مشكلة بالجهاز الهضمي تمر دون تشخيص.
وأشار الدكتور جوزيف سلهب وهو طبيب متخصص في أمراض الجهاز الهضمي إلى وجود حالة طبية محددة قد تكون هي المسؤولة عن هذا السعال المزمن وهي حالة غالبا ما يتم تجاهلها أو تشخيصها بشكل خاطئ.
وتعرف هذه الحالة علميا باسم ارتجاع المريء الحنجري البلعومي وتحدث عندما تتسرب أحماض المعدة وتصعد إلى الأعلى لتصل إلى منطقة الحنجرة والبلعوم مما يسبب تهيجا في تلك المنطقة الحساسة وهذا التهيج هو الذي يحفز السعال المستمر كآلية دفاعية من الجسم.
وما يزيد من صعوبة تشخيص هذه المتلازمة هو أن أعراضها لا تكون دائما هي الأعراض الكلاسيكية لارتجاع المريء فمن الممكن ألا يشعر المريض بحرقة المعدة المعروفة وهو ما يجعل ربط السعال بمشكلة هضمية أمرا صعبا وغير متوقع.
وبدلا من حرقة المعدة تظهر أعراض أخرى قد تبدو غير مرتبطة بالجهاز الهضمي إطلاقا مثل الحاجة الملحة لتنظيف الحلق باستمرار أو الشعور بوجود طعم لاذع أو مر في الفم خاصة في الصباح بالإضافة إلى إمكانية الشعور بألم في منطقة الرقبة.
لهذا السبب غالبا ما يقع الخلط بين ارتجاع المريء الحنجري البلعومي وبين الحساسية الموسمية أو التهاب الجيوب الأنفية حيث تتشابه الأعراض بشكل كبير مما يدفع المرضى لتناول أدوية الحساسية التي لا تحقق أي نتيجة فعالة.
ونبه الدكتور سلهب إلى أنه إذا كان الشخص يعاني من سعال مزمن مصحوبا بواحد أو أكثر من الأعراض المذكورة وكان قد جرب علاجات الحساسية دون فائدة فعليه التفكير جديا في استشارة طبيب متخصص لبحث احتمالية أن يكون ارتجاع المريء هو السبب الحقيقي الكامن وراء معاناته.