
كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون متخصصون في مجال الطب عن وجود ارتباط وثيق ومباشر بين التغيير الموسمي للساعة والمخاطر الصحية التي تهدد الإنسان. وتشير النتائج إلى أن اعتماد توقيت ثابت لا يتغير على مدار العام سواء كان صيفيا أم شتويا قد يسهم بشكل ملموس في تقليل معدلات الإصابة بأمراض خطيرة ومنتشرة على نطاق واسع أبرزها السكتة الدماغية والسمنة.
أوضح الخبراء القائمون على البحث أن الضوء يلعب دورا محوريا في تنظيم الساعة البيولوجية لجسم الإنسان وهي المسؤولة عن التحكم في العديد من العمليات الحيوية والفسيولوجية. وأشاروا إلى أن التعرض لضوء الصباح يعمل على تسريع إيقاع هذه الساعة الداخلية بينما يؤدي التعرض للضوء في فترات المساء إلى إبطاء دورتها الطبيعية وعندما يحدث خلل في هذا التوازن الدقيق بسبب تغيير التوقيت فإن الساعة البيولوجية تضعف مما ينعكس سلبا على صحة الجسم بشكل عام.
وقد استندت الدراسة في نماذجها التحليلية إلى بيانات وإحصاءات من مراكز معنية بالصحة العامة والوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة لمقارنة تأثير ثلاث سياسات زمنية مختلفة هي التوقيت القياسي الدائم والتوقيت الصيفي الدائم والنظام الحالي الذي يتضمن تغيير الساعة مرتين في السنة.
أظهرت النماذج الحسابية أن تطبيق التوقيت القياسي بشكل دائم على مدار العام هو الخيار الأفضل صحيا حيث يساهم في خفض انتشار السمنة بنسبة تصل إلى 0.78% ويقلل من حالات السكتة الدماغية بنسبة 0.09% وعند ترجمة هذه النسب إلى أرقام فعلية على مستوى السكان فإن ذلك يعني تجنب ما يقدر بنحو 2.6 مليون حالة سمنة جديدة و300 ألف حالة سكتة دماغية سنويا.
أما الخيار الثاني وهو تثبيت التوقيت الصيفي بشكل دائم فقد أظهر أيضا فوائد صحية ملحوظة وإن كانت أقل بقليل من التوقيت القياسي. ووفقا للدراسة فإن هذا النظام يقلل من معدلات السمنة بنسبة 0.51% ومن حوادث السكتة الدماغية بنسبة 0.04% وهو ما يعادل انخفاضا يقدر بـ 1.7 مليون حالة سمنة و220 ألف حالة سكتة دماغية على أساس سنوي.
شدد الباحثون على أن النقطة الجوهرية التي تجمع عليها الأدلة هي أن البقاء على توقيت واحد وثابت طوال العام أفضل بكثير للصحة العامة من عملية تبديل الساعة نصف السنوية التي تسبب اضطرابا في النظم البيولوجية للجسم. ولتقليل مخاطر السكتة الدماغية في الحياة اليومية تنصح الهيئات الصحية المتخصصة بضرورة اتباع نمط حياة صحي يشمل الإقلاع عن التدخين وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والالتزام بالحدود الموصى بها لاستهلاك الكحول وتناول نظام غذائي متوازن والحفاظ على وزن صحي.