
يمثل الصرع تحديا كبيرا للمصابين به نظرا لطبيعته العصبية المتمثلة في نوبات متقطعة وغير متوقعة تنجم عن زيادة في كهرباء المخ ويرتبط هذا الاضطراب بأشكال متعددة قد تظهر لدى مرضى التوحد أو الذين يعانون من فرط النشاط ونوبات بؤرية أو حتى السرحان الشديد ومع وجود علاجات دوائية فإن البحث عن حلول طبيعية داعمة يظل أمرا مهما.
لجأت العديد من الثقافات حول العالم منذ قرون لاستخدام النباتات الطبية في التعامل مع الصرع وهو ما دفع الباحثين المعاصرين لتقييم هذه العلاجات التقليدية علميا وفي هذا السياق سلطت دراسة علمية الضوء على نبات الشبت وخصائصه المحتملة حيث خضع المستخلص المائي لأوراق الشبت لمراجعة دقيقة لتقييم آثاره في علاج التشنجات التي تعد العرض الأبرز للصرع.
أكد التقييم البحثي الذي نشر في المجلة الماليزية للعلوم الطبية أن هذا النبات يتمتع بسمعة طبية تاريخية قوية فيما يتعلق بالأنشطة المضادة للتشنجات مما يفتح الباب أمام إمكانية استخدامه كعلاج بديل طبيعي لتخفيف أعراض الصرع حيث تشكل الأدوية الموصوفة عبئا على بعض المرضى بسبب آثارها الجانبية غير المرغوبة.
يحتوي الشبت على مركبات أحادية التربين التي تمنحه خصائص قوية مضادة للأكسدة إذ تساعد هذه المركبات جزيئات مضادات الأكسدة على الارتباط بالجذور الحرة وهي جزيئات مؤكسدة قد تسبب ضررا لخلايا الجسم وقد أثبتت دراسة متعددة الجنسيات هذه الفعالية وأظهرت الأبحاث أن النشاط المضاد للأكسدة في عشبة الشبت يضاهي تأثير مركبات معروفة مثل حمض الأسكوربيك وكيرسيتين وألفا توكوفيرول وهو ما يمنح الشبت خصائص مضادة للالتهابات ومسكنة للألم تحارب تلف الخلايا.
إلى جانب دوره المحتمل في صحة الأعصاب كشفت دراسات علمية عن امتلاك الشبت تأثيرات مضادة للميكروبات حيث ثبت أن الزيت العطري المستخلص من هذه العشبة فعال ضد سلالات متعددة من البكتيريا فهو يثبط تماما نمو فطر الفيوزاريوم غراميناروم وهو فطر مدمر يصيب محاصيل القمح والشعير كما أظهر الزيت العطري للشبت تأثيرا ساما ضد خمسة أنواع أخرى من البكتيريا من بينها المكورات العنقودية الذهبية.
ولم تقتصر قدرات الشبت على ذلك فقد توصلت دراسة أخرى إلى نتيجة لافتة حيث أظهرت مستخلصات مأخوذة من بذور الشبت تم تخزينها لمدة خمسة وثلاثين عاما قدرتها على قتل سلالات فطرية متنوعة مثل عفن الرشاشية السوداء بالإضافة إلى فعاليتها ضد أنواع من الخميرة مثل خميرة الخبز والمبيضة البيضاء.