
شهدت أسواق الذهب المحلية في مصر ارتفاعا ملحوظا في الأسعار خلال تداولات يوم الأربعاء مدفوعة بتحركات طفيفة للأوقية في البورصات العالمية ويأتي هذا في ظل حالة من الترقب والحذر تسود الأسواق العالمية بسبب الموقف المتأني لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يعزز من قوة الدولار ويضع حدا للارتفاعات القياسية للمعدن الأصفر.
ووفقا لتقارير السوق فقد قفزت أسعار الذهب محليا بقيمة 10 جنيهات في الجرام الواحد مقارنة بإغلاق تعاملات الأمس ليصل سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو الأكثر تداولا إلى مستوى 4980 جنيها كما سجل جرام الذهب من عيار 24 سعر 5806 جنيهات وبلغ سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 4354 جنيها أما عيار 14 فوصل إلى 3387 جنيها واستقر سعر الجنيه الذهب عند مستوى 40640 جنيها.
وكانت تعاملات يوم الثلاثاء الماضي قد شهدت أيضا زيادة في أسعار الذهب بلغت 20 جنيها حيث بدأ جرام الذهب عيار 21 التداولات عند 5050 جنيها قبل أن يلامس أعلى مستوى تاريخي له في السوق المحلي عند 5100 جنيه ثم يختتم اليوم عند 5070 جنيها وفي المقابل تحركت الأوقية في البورصة العالمية صعودا بقيمة 17 دولارا خلال اليوم نفسه.
ويعزى التوقف الحالي للذهب عن تحقيق قمم سعرية جديدة إلى السياسة الحذرة التي يتبعها الفيدرالي الأمريكي رغم استمرار التوترات الجيوسياسية ورهانات المستثمرين على خفض أسعار الفائدة قبل نهاية العام الحالي وأكد جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في تصريحاته الأخيرة أن السياسة النقدية ستظل معتمدة على البيانات الاقتصادية الواردة وأنه لا يوجد مسار محدد مسبقا لقرارات أسعار الفائدة.
واعترف باول بأن ميزان المخاطر تغير مع تزايد التهديدات التي تواجه قطاع التوظيف لكنه حذر في الوقت ذاته من أن التيسير المفرط للسياسة النقدية قد يترك مهمة السيطرة على التضخم غير مكتملة ويواجه الفيدرالي تحديا دقيقا لتحقيق التوازن بين تفويضه المزدوج المتمثل في استقرار الأسعار وتعظيم التوظيف.
وعلى الرغم من أن التقدم نحو هدف التضخم البالغ 2% يبدو متعثرا فإن إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة يهدد بإلحاق الضرر بسوق العمل مما يشير إلى أن قرارات البنك قد تميل نحو الحذر لحماية الاقتصاد وتتلقى الأسواق إشارات متباينة من مسؤولي الفيدرالي حيث حذرت نائبة الرئيس ميشيل بومان من أن البنك قد يتأخر في دعم الوظائف إذا لم يخفض الفائدة بشكل حاسم بينما يرى أوستن جولسبي رئيس الفيدرالي في شيكاغو أن هناك مجالا لخفض الفائدة إذا استمر التضخم في التراجع.
وتواصل التوترات الجيوسياسية المستمرة دعم أسعار الذهب كملاذ آمن حيث تصاعدت الأحداث الدولية مؤخرا بعد اختراق طائرة روسية للمجال الجوي الإستوني وزيادة هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية على البنية التحتية الروسية وفي الوقت نفسه تزيد العوامل السياسية الداخلية في الولايات المتحدة من حالة عدم اليقين مع تنامي المخاوف من إغلاق حكومي محتمل مطلع أكتوبر إذا فشل الكونجرس في إقرار تشريع جديد للإنفاق.
ويترقب المستثمرون عن كثب صدور بيانات اقتصادية هامة خلال الأيام القادمة لتحديد مسار السياسة النقدية فإلى جانب بيانات مبيعات المنازل الجديدة وكلمة لرئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو اليوم تتجه الأنظار إلى بيانات يوم الخميس التي تشمل مطالبات البطالة الأسبوعية والتقدير الثاني للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني وطلبيات السلع المعمرة قبل صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي يوم الجمعة والذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى الفيدرالي.