الخمول بعد القهوة ليس وهماً.. خبراء يكشفون الأسباب الحقيقية وراء هذا الشعور

الخمول بعد القهوة ليس وهماً.. خبراء يكشفون الأسباب الحقيقية وراء هذا الشعور
الخمول بعد القهوة ليس وهماً.. خبراء يكشفون الأسباب الحقيقية وراء هذا الشعور

على الرغم من السمعة الواسعة للقهوة كمشروب فعال لتعزيز اليقظة وزيادة التركيز يواجه بعض الأفراد تجربة مغايرة تماما حيث يشعرون بالنعاس والإرهاق بعد فترة وجيزة من احتسائها. هذه الظاهرة المحيرة لها تفسيرات علمية وعوامل متعددة تتعلق بكيفية تأثير مادة الكافيين على كيمياء الدماغ والجسم البشري.

يكمن أحد التفسيرات العلمية الرئيسية في مادة كيميائية تسمى الأدينوزين تتراكم في الدماغ بشكل طبيعي على مدار اليوم وهي المسؤولة عن توليد الشعور بالتعب والحاجة إلى النوم. يقوم الكافيين بإعاقة مستقبلات هذه المادة بشكل مؤقت مما يمنح إحساسا بالنشاط ولكن فور زوال تأثيره يعود الأدينوزين المتراكم ليرتبط بالمستقبلات بقوة أكبر مما يسبب موجة مفاجئة وشديدة من الإرهاق.

لا يقتصر السبب على الكافيين فقط فمشروبات القهوة الغنية بالسكريات تسبب ارتفاعا حادا وسريعا في مستويات الطاقة يتبعه هبوط مفاجئ يؤدي إلى الشعور بالخمول. يضاف إلى ذلك أن الكافيين يحفز الجسم على إفراز هرمونات التوتر التي توفر دفعة نشاط مؤقتة لكن انخفاض مستوياتها لاحقا يترك شعورا بالإرهاق والتعب.

تتأثر استجابة الجسم للقهوة أيضا بعادات الاستهلاك اليومي حيث يؤدي شربها بانتظام إلى زيادة قدرة التحمل مما يعني الحاجة لكميات أكبر للحصول على التأثير المنبه نفسه وهو ما يزيد من حدة الشعور بالتعب عند انتهاء مفعولها. كما تلعب الفروق الجينية بين الأفراد دورا هاما في تحديد سرعة استقلاب الكافيين وبالتالي اختلاف تأثيره من شخص لآخر.

يظهر هذا الأثر المعاكس للقهوة بوضوح أكبر في حالات معينة مثل تناولها مباشرة بعد وجبة الغداء أو استهلاكها في وقت متأخر من الليل مما يسبب اضطرابا في دورة النوم الطبيعية. كذلك فإن الإفراط في الكمية المتناولة أو شرب القهوة على معدة فارغة قد يفاقم من الشعور بالخمول بدلا من اليقظة.

لتفادي هذه المشكلة ينصح الخبراء بضرورة الاعتدال في استهلاك القهوة بحيث لا تتجاوز الكمية ثلاثة أكواب يوميا مع تجنب شربها قبل موعد النوم بست ساعات على الأقل. ويُفضل تقليل السكريات المضافة إلى المشروب والحرص على شرب كميات كافية من الماء إلى جانب القهوة لمنع الجفاف الذي يسبب التعب بدوره.

يساعد اتباع نمط حياة صحي على تعزيز التأثير الإيجابي للقهوة حيث يساهم الحصول على قسط كاف من النوم المنتظم وتناول وجبات غذائية متوازنة في الحفاظ على مستويات طاقة مستقرة. كما أن أخذ فترات استراحة من الكافيين من وقت لآخر يمكن أن يعيد ضبط استجابة الجسم ويجعل تأثير القهوة أكثر فاعلية عند استئناف شربها.