العناية بالبشرة وقت الدورة الشهرية: دليلك لتجنب الحبوب والحفاظ على نضارتها

العناية بالبشرة وقت الدورة الشهرية: دليلك لتجنب الحبوب والحفاظ على نضارتها
العناية بالبشرة وقت الدورة الشهرية: دليلك لتجنب الحبوب والحفاظ على نضارتها

تتأثر بشرة المرأة بشكل مباشر بالتغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحيض وهي مرحلة تستمر عادة لعدة أيام وتصاحبها تحديات تتجاوز التقلبات المزاجية والألم الجسدي. خلال هذه الفترة تصبح العناية بالبشرة ضرورة ملحة لمواجهة المشاكل الشائعة التي تظهر بوضوح مثل زيادة الحبوب أو جفاف الجلد وبهتانه أو حتى فرط إفراز الدهون.

أشارت خبيرة العناية بالجسم والبشرة سامنثا جريج إلى أن الاهتمام بالجلد أثناء الدورة الشهرية يعد حاجة أساسية للحفاظ على توازنه والحد من التأثيرات السلبية للتقلبات الهرمونية. وأوضحت أن الروتين الأمثل للعناية يجب أن يتسم بالبساطة والتركيز على التنظيف اللطيف والترطيب العميق مع دعم ذلك بتغذية صحية سليمة والحصول على قسط كاف من الراحة النفسية. إن فهم طبيعة المشاكل الجلدية التي تطرأ في هذه الفترة يساعد المرأة على اختيار الحلول المناسبة وتجنب استخدام منتجات قوية قد تزيد من تهيج البشرة.

لفهم أعمق لما يحدث للبشرة يجب النظر إلى دور الهرمونات الأساسية مثل الإستروجين والبروجستيرون التي تنخفض مستوياتها بشكل حاد خلال فترة الحيض. هذا الانخفاض الهرموني هو المسؤول المباشر عن تراجع إنتاج الزيوت الطبيعية مما يؤدي إلى جفاف الجلد وزيادة حساسيته. وفي الوقت نفسه فإن تراكم خلايا الجلد الميتة الذي يحدث قبل نزول الدورة مباشرة قد يتسبب في ظهور البثور المزعجة. كما أن فقدان الدم يؤثر على تدفق الأكسجين إلى خلايا الجلد مما يمنح الوجه مظهرا شاحبا وباهتا.

لمواجهة هذه التغيرات ينصح بالتركيز على الترطيب العميق باعتباره خطوة أساسية. يجب اختيار كريمات مرطبة غنية بمكونات فعالة مثل حمض الهيالورونيك أو الغلسرين لقدرتها الفائقة على حبس الرطوبة داخل خلايا الجلد. أما صاحبات البشرة الدهنية فيمكنهن الاعتماد على مرطب ذي قوام هلامي خفيف لا يسد المسام. من المهم أيضا استخدام غسول وجه لطيف خال من الكحول أو الكبريتات لتنظيف البشرة دون تجريدها من زيوتها الطبيعية مع الاكتفاء بغسل الوجه مرتين يوميا صباحا ومساء.

من الضروري خلال هذه الفترة الحساسة تجنب المنتجات ذات التأثير القوي مثل المقشرات الكيميائية أو الكريمات التي تحتوي على تراكيز عالية من أحماض الفواكه لأن البشرة تكون أكثر عرضة للتهيج والاحمرار. ويفضل تأجيل الإجراءات التجميلية العميقة كجلسات تنظيف البشرة الاحترافية أو استخدام الليزر إلى ما بعد انتهاء الدورة الشهرية.

تلعب التغذية دورا محوريا في صحة البشرة حيث يحتاج الجسم لتعويض العناصر الغذائية المفقودة. ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل السبانخ والخضروات الورقية لتقليل الشحوب ودعمها بأطعمة غنية بفيتامين سي كالحمضيات لتعزيز امتصاص الحديد. يعد شرب كميات كافية من الماء لا تقل عن ثمانية أكواب يوميا حجر الزاوية لمنع الجفاف الداخلي الذي يظهر على شكل بشرة مشدودة وباهتة.

يمكن التعامل مع المشاكل الشائعة بأساليب محددة. لعلاج البثور والحبوب الطارئة يمكن استخدام منتجات موضعية تحتوي على حمض الساليسيليك بتركيز منخفض أو الزنك لتهدئة الالتهاب مع الحرص الشديد على عدم لمسها أو العبث بها لتجنب تكون الندبات. أما مشكلة الجفاف والتقشر فيمكن تخفيفها باستخدام أقنعة طبيعية مرطبة مثل قناع العسل والألوفيرا أو إضافة بضع قطرات من زيت اللوز الحلو إلى المرطب اليومي.

للتغلب على الهالات السوداء وانتفاخ محيط العينين الناتجين عن الأرق والإرهاق يمكن اللجوء إلى كمادات باردة مثل أكياس الشاي الأخضر الباردة أو شرائح الخيار لتقليل الانتفاخ. كما يساعد تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم كالموز على تقليل احتباس السوائل. ولإعادة الحيوية للبشرة الباهتة يمكن إدراج سيروم فيتامين سي في الروتين اليومي وممارسة رياضة خفيفة كالمشي لتحسين الدورة الدموية ومنح الوجه إشراقة طبيعية.

لا يمكن إغفال التأثير النفسي على صحة الجلد فالضغوط النفسية والقلق المصاحبان للدورة الشهرية يرفعان من مستوى هرمون الكورتيزول الذي يزيد من الالتهابات الجلدية وظهور الحبوب. لذلك فإن ممارسة أنشطة تساعد على الاسترخاء كالتأمل أو القراءة تساهم في تحسين الحالة المزاجية وهو ما ينعكس إيجابا على نضارة البشرة.

لتحقيق نتائج مستدامة ينصح بتبني استراتيجيات وقائية طويلة المدى. إن تتبع الدورة الشهرية عبر التطبيقات المخصصة يمكن المرأة من الاستعداد المسبق للتغيرات الجلدية المتوقعة وتكييف روتين العناية الخاص بها. كما أن الالتزام بروتين عناية يومي ثابت يجعل تأثير التقلبات الهرمونية أقل حدة. وتظل الصحة العامة عاملا حاسما فالرياضة المنتظمة وتجنب العادات الضارة واستخدام واقي الشمس يوميا هي أساس الحفاظ على بشرة صحية في كل الأوقات.