
أشار خبراء في طب القلب إلى وجود طرق فعالة وفورية يمكن لأي شخص تطبيقها لتهدئة تسارع نبضات القلب عند الشعور بها بشكل مفاجئ حيث تعتمد هذه التقنيات البسيطة على تنشيط العصب المبهم الذي يعد عنصرا أساسيا في الجهاز العصبي المسؤول عن إدخال الجسم في حالة من الراحة والاسترخاء.
يعمل المنظم الطبيعي لإيقاع القلب المعروف باسم العقدة الجيبية تحت تأثير قسمين من الجهاز العصبي حيث يقوم الجهاز العصبي السمبثاوي بزيادة سرعة النبضات استجابة للتوتر أو الخوف بينما يعمل الجهاز العصبي اللاسمبثاوي على إبطائها ويساعد تحفيز العصب المبهم وهو العصب الرئيسي في الجهاز اللاسمبثاوي على خفض معدل ضربات القلب بشكل مباشر وفعال وهو أمر مفيد ليس فقط للشعور بالهدوء بل أيضا للتحضير لفحوصات طبية معينة تتطلب أن يكون معدل النبض منخفضا.
ومن بين الأساليب السريعة الموصى بها لخفض معدل ضربات القلب تأتي مناورة فالسالفا التي تتضمن أخذ نفس عميق وحبسه مع إغلاق الفم والأنف ومحاولة إخراج الهواء بقوة لمدة عشر ثوان تقريبا مما يولد ضغطا داخل الصدر ينشط العصب المبهم كما يمكن تحقيق تأثير مشابه عبر الزفير بلطف وباستمرار من خلال قشة أو شفاطة للمشروبات وهي طريقة تخلق ضغطا داخليا أيضا وتعد وسيلة السعال القوي والمتكرر من بين التقنيات التي تزيد الضغط في الصدر وتؤدي إلى نفس النتيجة في تحفيز العصب.
وتشمل الإجراءات الأخرى رش الوجه بالماء البارد الذي يحدث صدمة خفيفة للجهاز العصبي ويحفز استجابة تهدئة فورية من العصب المبهم على الرغم من أن هذا الأسلوب قد لا يكون مريحا للجميع ويعتبر تمرين التنفس المربع من الطرق الفعالة جدا للاسترخاء حيث يتم استنشاق الهواء لمدة خمس ثوان ثم حبس النفس لخمس ثوان أخرى والزفير في خمس ثوان ثم حبس النفس مجددا لخمس ثوان وتكرار هذه الدورة عدة مرات.
يؤكد الأطباء أن الجفاف سبب شائع لارتفاع معدل ضربات القلب لذا فإن شرب كوب من الماء خاصة إذا كان باردا يساهم في ترطيب الجسم وتنبيه العصب المبهم في الوقت ذاته ومن المهم معرفة أن المعدل الطبيعي لنبضات القلب أثناء الراحة يتراوح بين ستين وثمانين نبضة في الدقيقة وقد ينخفض لدى الرياضيين المحترفين ليصل إلى الأربعينات أو الخمسينات وفي حال الشعور بخفقان غير منتظم أو سريع للغاية يجب استشارة الطبيب فورا.
للحفاظ على صحة القلب ومعدل ضربات قلب مستقر على المدى الطويل ينصح الخبراء بتبني نمط حياة صحي يشمل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والحرص على شرب كميات كافية من الماء واتباع نظام غذائي متوازن وإدارة الوزن بشكل فعال بالإضافة إلى الحصول على قسط وافر من النوم لتجنب الإرهاق والإجهاد اللذين يضعان عبئا إضافيا على القلب.